السياسيون وكورونا!
سعدي السبع
يبدو كلام بعض السياسيين عن وباء كورونا ومخاطره أشبه بحوار الطرشان الذي لاجدوى منه؛ كونه يفتقر الى المعلومة العلمية الصحيحة والدقيقة، وهو لايعدو غير استعراض كلامي قد يضر بالمجتمع، لاسيما اذا كان ذلك الحديث منطلقا من عقد سياسية ومحاولة تدارك حالات فشل واخفاق في ميدان السياسة الذي عادة ما تكتنفه الخلافات والكذب وروح الانتقام وعدم التوافق مع الغير المضاد بالتفكير والتوجه.كما ينطوي ذلك الحديث على تضليل وايهام الجمهور ايضا من خلال طروحات وأفكار ساذجة ومزايدات على ارواح الناس لم يكن الهدف منها غير اظهار الحرص الكاذب ومشاركة الاخرين في طرح الآراء رغم البعد عن التخصص وبساطة المعرفة وغياب التشخيصالصائب.واذا ما تجاوزنا ما سمعناه ونسمعه من بعض سياسيينا فإن الحال قد تطور مع انتشار المرض في العالم الى استثمار تفشيه والعجز عن مواجهته لغايات ودوافع سياسية وتصفية حسابات بين دول،وهذا ما حدث بين اميركا والصين، إذ لم تنقطع ادارة ترامب عن توجيه الاتهامات الى بكين محملة اياها مسؤولية ولادة وانتشار الفيروس بعد مواجهة اقتصادية وتجارية اثر تعاظم وتنامي الاقتصاد الصيني وهيمنته على السوق العالمية ولجوء الادارة الاميركية الى فرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية. كما تعرضت منظمة الصحة العالمية الى اتهامات سياسية بعدم الاستقلالية والتشكيك بمصداقيتها وتفشي الفساد فيها وخضوعها لإرادات الممولين والشركات الكبيرة، والغاية من اثارة تلك الاتهامات هي سعي دول وشخصيات لتولي رئاسة المنظمة والتأثير في قرارتها، إذ استغلت كورونا للتحضير الى انتخابات المنظمة المقبلة للاطاحة برئاستها الحالية للاستحواذ على توجهاتها وطبيعة عملها وعلاقاتها مع الدول الغنية منها والفقيرة على حد سواء.وعليه لا بد ان يدرك السياسيون غرابة خطابهم وتصريحاتهم والتي قد تنقلب الى وباء آخر ينال من مصالح المواطنين ويسبب لهم قلقا آخر يضاف الى مخاوفهم وخشيتهم من الاصابة خصوصا اذا تضمن حديثهم مغالطات وتقاطعات مع احاديث أخرى اكثر علميةوواقعية، فهم آخر من يتحدث عن كورونا وليتركوا الناس يواجهون مصائرهم ووقاية حياتهم بعد معاناة الاصابة بفيروسات الساسة والتي تحملوا جراءها تبعات الفشل وتخلف البرامج وتردي الاداء بسبب تغليب المنافع الشخصية وتفشي الفساد الذي لايقل خطورة عن الامراض الفتاكة التي تصيب المجتمع.