السوح السياسي يعجّ ويضجّ بأرتالِ تظاهرات
رائد عمر
الإحتقان السياسي المضغوط في العراق لم يعد ممكناً تنفيسه إلاّ بتشظٍّ يُولّد تظاهراتٍ تقابل تظاهرات اقتحام البرلمان والمنطقة الخضراء > .كألسنةِ نيران في هشيم , ذاع صيت خبر اعلان الإطار التنسيقي ” يوم امس ” عن تنظيم تظاهرةٍ اخرى بالقرب من البوابة الشرقية للمنطقة الخضراء , والبعيدة عن تظاهرات الصدريين , وقد عزّز الإطاريون موقفهم في اطلاق تظاهرتين اخريتين في محافظتي البصرة والموصل ! ليصاب القارئ بدهشةٍ ما بعدها دهشة عن كيف تستجيب الموصل لنداء الإطار وهي المحافظة التي تتقاطع اكثر من سواها مع الإطاريين , حيث هذه المدينة في المجمل والمطلق من الطائفة السنّية , وهنا لا يصعب على المتلقي الإستنتاج الإفتراضي ” على الأقل ” أنّ منتسبي هذه التظاهرة هم ذاتهم العاملين في احزاب الإطار او الفصائل المسلحة الأخرى المنتشرة في اجزاء وانحاء الموصل .! , وننتهي هنا من هذه ” المقبّلات الأولية للموضوع والتي تبدو غير قابلةٍ لأيّ قبولٍ او تقبّل ” .!يبدو أنّ ما دفعَ الإطار التنسيقي لإطلاق التظاهرة الجديدة في بغداد بشكلٍ خاص , هو” للتعويض النفسي ” < وهو مصطلح سيكولوجي في علم النفس الأكاديمي > مقابل الحضور الفاعل للتيار الصدري ومواقفه وشروطه والتصعيد فيها , او بتسجيل حضورٍ مفتعلٍ بعد انحسار الموقف السياسي لقادة الإطاريين بعد تسريبات المالكي والحدّة والجرأة في الخطاب والموقف الصدري , والتي كأنها تمتلك هيمنةً ما على المشهد العراقي ودونما عمليةٍ منظّمة ودقيقة ولا توصل لتحقيق النتائج المفترضة لحد الآن , وسطَ زخم الصراع .وإذ نستبق تظاهرات هذه الجمعة بهذه الأسطر , وهو استباقٌ جزئي او نسبي لا يحققّ أيّا من اعتبارات السبق الصحفي , حيث ما قد يحدث بعد نصب خيام التظاهرات في الأيام المقبلة القليلة , فهو مُعرّض لكلّ الإحتمالات والإفتراضات والمضاعفات اللائي لا يمكن التكهّن بها , ويشار بهذا الصدد أنّ الفريق اوّل عثمان الغانمي – وزير الداخلية لم ينم لدقيقةٍ واحدة خلال يومين أثناء اقتحام الصدريين لمجلس النواب والخضراء , خشيةً من انفلاتٍ محتمل للوضع الأمني , وخصوصاً أن المحتجّين والمتظاهرين اضحوا وتمركزوا على حافّات مراكز السلطة ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية , فكيف الأمر الآن بقدوم او اطلالة ! تظاهرة اخرى مناوئة ومتذمّرة من احوالها السياسية , وأيّ عبئٍ آخر ومضاف سيُلقي بحمله وثُقله على اكتاف القوى الأمنية والعسكرية المكلّفة بحماية المنطقة الخضراء – مركز السلطة والحكم في العراق .! , وخصوصاً أنّ المسافة الفاصلة بين التظاهرتين المتضادتين قد اضحت وكأنها < ارض حرام > وفق التعبير العسكري او الحربي والتي تعني المسافة المحدودة التي تفصل بين جيشين متحاربين قبل الشروع بالإصطدام والمعركة .تظاهرة الإطار التنسيقي هذه , سوف لن تقدّم ولا تؤخّر في الوضع السياسي المضطرب , طالما انها غير مصحوبةً بعناصر العنف والقوّة , ولا تبدو انها ستزيد من أسهم او رصيد ” الإطار ” على صعيد الشارع العراقي , ويشار كذلك بالصدد هذا أنّ مقتدى الصدر دعا يوم امس الى اطلاق تظاهراتٍ في كلّ المحافظات الأخرى < وليس في البصرة والموصل ! فحسب > , وقطعاً أنّ كردستان العراقية غير مشمولة بذلك .!ايضاً , فهنالك تظاهرةُ اخرى ستبدأ مساء اليوم ” للتيار المدني ” لكنها ستنتشر في ساحة الفردوس البعيدة نسبياً عن الخضراء , وقبل بدء اندلاع هذه التظاهرة , فبمقدورنا من الزاوية الإعلامية القول بأنها تظاهرةٌ متواضعةٌ من كلتا الناحتين النوعية والكميّة , ودونما ايّ نقدٍ لذلك < فأنها اصلاً تمثّل عموم المجتمع العراقي > لكنّه لا مجال آنيّ لمقابلة ومواجهة السيوف والرماح المرفوعة على الصعيد السياسي القائم .!ومرّةً اخرى نشير الى ما سبق الإشارة اليه في اعلاه , فالسطور وما تسطّر عليها في اعلاه , ليست سوى نوعاً ما من المشهيات التي تسدّ الشهيّة , والتي ينبغي الإشارة اليها مسبقاً , وربما تحذيرياً .!