علقت سفيرة العراق في ايطاليا صفية السهيل، الاحد، بشأن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق في اذار المقبل.
وقالت السهيل في حديث تلفزيوني، ان”زيارة البابا للعراق تاريخية بكل معنى الكلمة، وتحمل معها رسائل إنسانية داخلية وإقليمية ودولية، تعكس أهمية العراق، تاريخيا وحضاريا ودينيا وثقافيا وجغرافيا وتؤكد الزيارة أن لا سلام ولا استقرار في العالم دون السلام في العراق موطن الحضارات البشرية، وأن سلامة هذا البلد واجب وضرورة أمنيا وأخلاقيا ودينيا، وأن سلام واستقرار العراق ينعكس بالضرورة إيجابا على السلم الأهلي العالمي”.
واضافت، ان”العراقيين بكافة أطيافهم دينيا وقوميا يحتفلون متحمسون لزيارة البابا.
لقد عبر العراق عن ترحيبه من خلال مواقف الشخصيات والأحزاب السياسية والقيادات المجتمعية والدينية والمدنية وغير الحكومية”.
وبينت، ان”الدولة العراقية اهتمت اهتماما بالغا بالزيارة، وشكلت لجنة تحضيرية عالية المستوى بإدارة وكيل وزير الخارجية نزار الخير الله، وبعضوية مسؤولين مختصين من رئاستي الجمهورية والوزراء، فضلا عن الكنيسة الكلدانية وممثل الكاردينال لويس ساكو”.
ووتابعت، ان”احتفاء العراق بزيارة الحبر الأعظم عبر عنها بأشكال مختلفة، ومن يتابع ويرصد يجد مظاهر الفرح والتحضيرات قبيل الزيارة التاريخية في كل مكان، ففي بغداد العاصمة والنجف والناصرية (أور) وأربيل والموصل، تتزين الشوارع والمباني بأعلام الفاتيكان وصور قداسته وشعارات الترحيب من العراقيين في كل المناطق”.
ولفتت الى، انه”في الزيارة التاريخية رسالة سلام ومحبة وتآخي، ودعوة للتسامح وتقبل الآخر وللتلاحم المجتمعي والتعايش المشترك، فضلا عن دعم السلم الأهلي ودعوة لاحترام الثقافات وحسن إدارة التنوع والتعددية في العراق والمنطقة”.
وشددت على، ان”الزيارة تحمل رسالة رمزية عالية بزيارته لموطن أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم في أور، ولقائه بكافة القيادات الدينية والروحية العراقية هناك، حيث من المتوقع أن يطلق رسالة، تدعو للعمل المشترك لنبذ العنف والكراهية والبغض والاقتتال في العراق والعالم بأسره”.
واستطردت: “ستكون صلوات البابا في عدد من الكنائس العراقية، وستكلل بالقداس العام الكبير في ملعب فرنسوا حريري بمدينة أربيل، بمثابة تضميد لجروح العراق، وتسكين لآلام شعبه، لا سيما المسيحيين والأيزيديين والمكونات الأخرى، والنازحين والمهجرين وكل ضحايا العنف والحروب والنزوح”.
ولفتت الى، ان”الزيارة تبعت رسالة محبة وسلام لدعم كافة أبناء الشعب العراقي، المسيحيين منهم والمسلمين، ومن كافة الديانات والملل والمكونات الصغيرة، ودعم للشعب العراقي عبر الدعوة لقيم الاعتدال والوسطية ضد الكراهية والتعصب”.
واختتمت سفيرة العراق لدى إيطاليا حديثها، بالقول: “يد الغدر والظلام تطاولت على مزارات الأنبياء بالموصل، وعلى الكنائس والأديرة والمعابد والمساجد في عموم العراق، وزيارة البابا للعراق بالوقت الراهن تؤكد على أن العراق المثخن بالجراح، يحتاج الوقوف معه والمساهمة بصناعة السلام فيه، وإبعاد شبح الحروب والنزاعات عنه”.