مقالات

“السلمية” كالقابض على جمر

منذ أول يوم لانطلاق تظاهرات أكتوبر الشعبية ونحن لازلنا نعطي دروسا للعالم أجمع بسلمية التظاهرات, وتمثل ذلك بصور شتى منها عندما تقوم سيدة تبلغ من العمر (50 عاما) بغسل ملابس المتظاهرين في طرقات التحرير, وعندما وثقنا رسومات جدران نفق التحرير بأنامل فنانيه الشباب و الذي بات اليوم مزارا لكل قاصد للميدان, ولا نغفل عن طلبة المدارس والجامعات عندما زينوا شوارع العاصمة بقمصانهم البيضاء فأسميناها حينئذ #ثورةالقمصانالبيض, أما جميلات بغداد ما يزلن ينظفن ساحة التحرير كل مساء وكأنهن في بيوتهن, و لا ننسى الطفل الذي اشترى من مصروفه طعام لمن سهر الليالي يبحث عن وطن, في كل شيء كنا مختلفين فمصانعنا التي اكل الدهر عليها وشرب عادت للخدمة اليوم, بعد حملة دعم المنتوج الوطني, كل ما سبق في كفة ومطلب التظاهرات في كفة اخرى #نريد_وطن , عبارة جعلت القاصي والداني يقف عندها متسائلا ماذا اعطى العراق لشبابه؟ حتى ينذروا ارواحهم فداه وها نحن في كل يوم ندفن زهور مازالوا في مقتبل العمر, فمشاهد التحرير ليست من فيلم هوليوودي انها من قلب عاصمة السلام, ومع كل ما ذكر نجد هناك احداث حصلت هذين اليومين لا تمت بصلة للمتظاهرين السلميين الذين خرجوا ضد الظلم والطغيان وافشلوا كل محاولات اخراج التظاهرات عن مسارها السلمي, فهل يُعقل أن يمارسوا ما خرجوا ضده؟ الجواب لا و ألف لا, نحن اليوم في وقت عصيب القابض على السلمية كالقابض على جمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى