السلاح المنفلت تهديد للعراق وليس لامريكا
محمد توفيق علاوي
جاءني تعليق من الاخ محمد العبادي يبرر فيه استخدام السلاح المنفلت كما في رسالته المرفقة، واجبته بالاجابة المرفقة، ولاهمية تبريره والاجابة فقد دونتهما كما هي واردة ادناه :محمد العبادي: الدكتور علاوي بعد تقديم السلام والإحترام لشخصكم الكريم، لايوجد في البيان هجمات على البعثات الدبلوماسية والهجمات تستهدف فقط السفارة الأمريكية والتي هي المحرض الرئيس لما يسمى ( إنتفاضة تشرين )!.
لو حصلت عملية إنسحاب للبعثات الديبلوماسية في بغداد فليس معنى ذلك أنها مهددة بالهجمات الصاروخية أو هي مقتنعة بذلك بل إن الموضوع أن أمريكا تحثهم من خلف الكواليس على مجاراتها وإتخاذ موقف دعائي وإعلامي، على كل حال لحد هذه اللحظة لم يصب أمريكي واحد ولو بشظية بحجم حبة قمح، ولم تنل تلك الصواريخ الكثيرة التي أطلقت أي مبنى داخل السفارة الأمريكية، الصواريخ كأنها صواريخ صديقة تؤدي التحية وتمر من فوق المباني الكثيرة لتقع في الأرض غير المأهولة.
اخي العزيز السيد محمد العبادي، انا لا افكر ولا انطلق من احداث هنا وهناك كصاروخ يضرب سواء يصاب به احد او لا يصاب وسواء كانت البعثات مهددة او غير مهددة وسواء حثتهم اميركا او لم تحثهم فليس من الصحيح ان نتعامل من منطلق ضيق وتحاليل بسيطة، اخي العزيز يجب ان ننطلق في التعامل مع هذه الامور من منطلق نظرة شاملة فأنا انظر إلى المستقبل بنظرة شمولية وواقعية والمخاطر المعرضة لها المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص، فلا يمكن لبلدنا ان ينهض مما ينتظره من مستقبل خطير وانهيار اقتصادي شبه حتمي خلال سنة او سنتين على ابعد مدى بسبب قلة الحاجة العالمية للنفط وقلة الانتاج وهبوط الاسعار واستهلاك احتياطي البنك المركزي الذي هبط من اكثر من 70 مليار دولار الى اقل من 58 مليار خلال ثلاثة اشهر ونصرف منه الآن شهرياً اكثر من ثلاث مليارات لتغطية المعاشات والحاجات الضرورية.
نحن بحاجة الى تعاون دولي، نحن بحاجة الى استثمارات عالمية، نحن بحاجة الى اعادة الثقة بالعراق، نحن بحاجة الى استتباب الامن، نحن بحاجة ان يأتي المستثمر وهو مطمئن بما نوفره له من مستلزمات الاستثمار واهمها الامن، عندما يسمع المستثمر ان عائلة كاملة قتلت بصاروخ منفلت لا ينفعه ان اقول له ان هذه الصواريخ هي صواريخ صديقة تؤدي التحية، اخي العزيز نحن انا وانت واي مواطن شريف مطلوب منا ان نبذل ما بوسعنا للنهوض ببلدنا وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة للمواطن الشريف وليس ايجاد التبريرات لافعال ستزيد من معاناة المواطن وتعجل لقيادة بلدنا الى الانهيار، وفقك الله ووفق كل انسان طيب وغيور على وطنه لانقاذ البلد مما ينتظره من مستقبل خطير ومجهول.اما بالنسبة لانتفاضة تشرين فيجب ان نتعامل معها من منطلق الشعور بالمسؤولية بحق كافة ابناء وطننا ولا يجوز ان ننطلق من مبدأ النظر من زوايا ضيقة فأكون مع او ضد انطلاقاً من عواطف ومشاعر لعلها بعيدة كل البعد عن العقل والحكمة والشعور بالمسؤولية، لا ينكر ان هذه الانتفاضة بدأت بشكل عفوي من قبل شباب عاطلين عن العمل يعانون من ضيق العيش وضياع المستقبل في بلد تهيمن عليه طبقة سياسية اغلبهم غارق في الفساد، نعم لقد اندس بينهم الكثير من المندسين الذين لهم اجندات ضد مصلحة الوطن، فيجب ان اتعامل معهم من هذا الواقع وهذا المنطلق، فيجب التنديد بعمليات القتل للمتظاهرين السلميين كما يجب في نفس الوقت التنديد بعمليات التخريب والقتل التي قام بها المندسين، واكبر خطر يمكن ان اقع فيه ان اكون جزءاً من الآلة التي تسعى الى التقسيم المجتمعي وتمزيق المجتمع بعيداً عن الشعور بالمسؤولية، وهذا بالذات كان موقف آية الله السيد السيستاني اعزه الله وابقاه ذخراً لنا للحفاظ على بلدنا من المخططات التي تسعى لتمزيقه وتدميره.