السفير الأميركي في بغداد يوجه رسالة إلى العراقيين
أكد السفير الاميركي في العراق دوغلاس سيليمان، الثلاثاء، ان هناك خيارات مهمة أمام العراقيين في الفترة المقبلة، وعليهم اختيار العراق في كل مرة.
جاء ذلك في رسالة وداعية وجهها سيليمان للعراقيين، نشرتها السفارة الأمريكية على صفحتها اليوم، 5 شباط 2019، وقال فيها “لقد كان لي الشرف والأمتنان بالعمل كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في العراق خلال العامين والنصف الماضيين، وأيضا لعملنا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية والثقافية بين دولتينا”، مبينا أن “الولايات المتحدة وبعثاتنا الدبلوماسية العاملة في بغداد وأربيل تدعم بقوة وحدة العراق وسيادته وديمقراطيته وإزدهاره، واقليم كردستان مستقر وفعال كجزء من الدولة العراقية”.
وأضاف أن “العراق أحرز تقدما على مدى العامين والنصف الماضيين بالرغم من صعوبة رؤية ذلك التقدم في خضم ضجيج السياسة”، وتابع أنه “عندما وصلت إلى العراق بصفتي سفيرا في نهاية صيف عام 2016 كان داعش يشكل تهديدا وجوديا للعراق والمنطقة بأكملها، في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن العراقية على إستعداد لبذل جهودها البطولية لاستعادة الموصل، وقامت وبالشراكة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتحرير الموصل وطرد عناصر داعش منها، بيد أن القتال لم ينته بعد”.
وفيما يخص عدد القوات الاميركية المتواجدة في العراق أشار سيليمان، إلى أنه “بناء على طلب الحكومة العراقية وبالتعاون الكامل مع بغداد ما زال هناك أكثر من 5000 جندي أمريكي يواصلون العمل بالشراكة مع قوات الأمن العراقية في قواعدهم لتقديم المشورة وتدريبهم وتجهيزهم لضمان الهزيمة الدائمة لداعش والدفاع عن حدود العراق، وقام التحالف الذي يضم 74 دولة وخمس منظمات دولية بتدريب أكثر من 190,000 من ضباط الشرطة والجنود العراقيين”.
وأردف قائلا “مع تراجع داعش تحسن الوضع الأمني في بغداد ومناطق أخرى من العراق تحسنا ملحوظا، ومن خلال جهود الحكومة العراقية والولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين عاد أكثر من أربعة ملايين نازح عراقي إلى ديارهم بأمان وكرامة، لقد بدأت المجتمعات العرقية والدينية من الأقليات بالتعافي بعد أن استهدفتها داعش بالإبادة الجماعية”.
وأشار إلى أن “علاقاتنا الاقتصادية في نمو مستمرونعمل بجد لتعزيز التجارة والاستثمار بين العراق والولايات المتحدة، ففي الشهر الماضي تعاونت السفارة مع الحكومة العراقية وغرفة التجارة الأمريكية على جلب أكثر من 50 شركة أمريكية إلى العراق لإقامة شراكات تجارية واستثمارية جديدة”.
وحدد السفير الاميركي في رسالته الوداعية تحديات كبيرة يواجهها العراق، موضحا انه “بحلول عام 2025 سيدخل مليون شاب عراقي سوق العمل كل عام في الوقت الذي لم تعد فيه الحكومة قادرة على توفير فرص العمل لكل من يحتاج إليها، فضلا عن أن فصائل مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة قد فرضت سيطرتها على العديد من مناطق البلاد مما أدى إلى إثارة الخوف وإحباط الكثير من النازحين العراقيين وحالت دون عودتهم إلى ديارهم، ما زال داعش يسعى إلى زرع الخوف بين العراقيين من خلال الهجمات الإرهابية وايضا، فإن البيروقراطية والفساد وعدم الوضوح بالاجراءات يعيق سعي رجال الأعمال من توسيع مشاريعهم في العراق وخلق وظائف جديدة”.
واكد أنه “يجب على العراق أن يحمي سيادته من خلال تأمين حدوده وبناء قوات أمنية تأتمر بأمر الحكومة لوحدها، ويجب على العراق العمل على تحرير إقتصاده من الفساد والمعوقات البيروقراطية التي تعيق رجال الأعمال من توسيع مشاريعهم وخلق فرص عمل جديدة”، مبيناً أنه “على ابواب العراق ان تبقى مُشرعة للعالم وان يزيد من تأثيره في العالم”.
وختم بالقول إن “البعض يريد أن يكون لدى العراق صديق واحد فقط، ولكن الولايات المتحدة تريد أن يكون للعراق مائة من الأصدقاء وأن يختار الأفكار والممارسات التي تصب في مصلحةِ أمن العراق ومجتمعه واقتصاده، وسيكون أمام العراقيين في الفترة القادمة خيارات مهمة، أتمنى أن تختاروا العراق في كل مرة”.