مقالات

السفارة بين القصف المباشر وسواه

د. فاتح عبدالسلام

وردني سؤال من أحد المتابعين حول توقعاتي بشأن القصف الصاروخي المتكرر على المنطقة الخضراء باتجاه السفارة الامريكية في بغداد، هل يستمر الى أجل طويل ؟الاجابة تشتق نفسها من أسئلة الواقع العراقي نفسه، وهي أسئلة شاخصة لها مكان أين ما سرت في البلد.مَن الذي يُطلق الصواريخ؟ وماهي دوافعهم؟ ومَن يقف وراءهم؟ وما قدرة الحكومة على منعهم من فعل ذلك؟ لكن السؤال الاهم في الوقت الراهن، هو متى ينتقل القصف من التصويب باتجاه السفارة وداخل المنطقة الخضراء وفي محيطها الى مرحلة القصف الدقيق المباشر على مباني السفارة ؟في مراقبة بسيطة لتطور الاحداث، يمكن تشخيص أنَّ القصف لا يزال في مسار تصعيدي مدروس، إذ يتجنب الاصابة المباشرة لمباني السفارة، وهذا أمر غير مضمون البقاء في حدوده الراهنة، وانّما قد تنفلت الصواريخ الى الاهداف الموجعة بما يوقع كارثة حقيقية. وهذا موقف يسبب حرجاً كبيراً للحكومة، ويضعها أمام استحقاق سيادي مؤجل بحكم المجاملات والمداهنات والتحالفات وهو ما يسمى دبلوماسياً لغة الحوار، التي يبدو أنها لا تستقيم مع شأن سيادي إلا في هذا البلد.يرتبط بهذا الوضع المختل، قرار آخر في الجانب الامريكي، لا نعرف حدوده وماهيته، وهو قرار الرد دفاعاً عن النفس، وهنا يصعب التكهن بالاهداف التي ستتلقى الضربة الامريكية الانتقامية في حال وقع ضحايا دبلوماسيون ومدنيون داخل السفارة، وسبب الصعوبة هو ان العناوين الرسمية وشبه الرسمية تتبرأ من القصف وانّ أشخاصاً لهم طبيعة الاشباح في الظهور والاختفاء يقفون وراء القصف، وتلك اهداف شبه وهمية، إلا اذا كان لدى الاستخبارات الامريكية تسجيلات ووثائق تشير الى جهات متورطة وتظن انها غير مكشوفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى