الزلزال والحرب.. ما أشبه اليوم بالبارحة
د محمد مظفر الادهمي
صرح أحد المختصين ان كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا قد وقع شبيهه قبل مائة سنة ، والحقيقة ان الزلزال المقصود كان قد وقع سنة 1939 م ، مع بدء الحرب العالمية الثانية ، ولذلك تصدرت اخبار هذين الحدثين صحف ذلك الزمان ، فقد نشرت صحيفة (فلسطين ) الصادرة يوم الجمعة 29/12/1939 خبر الزلزال في صفحتها الاولى تحت عنوان ( الزلزال العنيف في تركيا يدمر مئة مدينة وقرية ويذهب ضحيته عشرة آلاف قتيل ) ، في الوقت الذي عطلت فيه الثلوج تقدم 150 دبابة على الحدود الفلندية الروسية ، ومعارك بالسلاح الابيض وغارات للطائرات البريطانية على المانيا.
ان هذا الزلزال قد سمي زلزال( أرزنجان )عام 1939 الذي ضرب شرق تركيا الساعة 1:57:23 صباحًا بالتوقيت المحلي من فجر يوم 27 كانون الاول.
وقد بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وهو ثاني أقوى زلزال ضرب تركيا بعد زلزال شمال الأناضول سنة 1668م ، ويوازي في قوته الزلزال الحالي في غازي عنتاب 2023.
وبلغ عدد المباني المتضررة من زلزال أرزنجان 116720 مبنى، وكانت هناك صعوبات في إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة بسبب ثلوج وبرودة فصل الشتاء.
كان عدد القتلى في البداية حوالي 8000، و في اليوم التالي ارتفع إلى 20 ألفًا، الذي انخفضت فيه درجة الحرارة إلى -30° س، وبحلول 5 كانون الثاني مات ما يقارب 33 ألفًا بسبب الزلزال ودرجات الحرارة المنخفضة وظروف العواصف الثلجية والفيضانات.
ان ذلك الزلزال من أعنف الهزات المتتابعة التي أثرت على طول فالق شمال الأناضول بين عامي 1939 و1999، حيث حدث تصدع مع إزاحة أفقية تصل إلى 3.7 متر في مسافة قدرها 360 مترًا على امتداد فالق شمال الأناضول.
واعتبره المختصون أخطر كارثة طبيعية في تركيا في القرن العشرين حيث تسبب بوفاة 32,968 شخصًا وإصابة حوالي 100 ألف شخص.
وقد بقي فالق شمال الاناضول نشطاً جداً عبر قرون من الزمن ، ولذلك دُمرت أرزنجان أحد عشرة مرة منذ عام 100 للميلاد . وفي الفترة بين عامي 1942 و1967 حدثت ستة زلازل كبيرة بلغت شدة ثلاثة منهاأكثر من 7 على مقياس ريختر.
لقد وصفت صحيفة فلسطين ،الصادرة في فلسطين ، زلزال أرزنجان التركي لسنة 1939 بالمأساة ،وبأنه (أعظم فاجعة في تركيا ) وقالت انه قد دمر مدناً وقرى بأكملها وجعل عاليها أسافلها ، فأصبحت أثراً بعد عين . وأصدر المجلس الوطني التركي الكبير نداء .
ومثلما يشرف اليوم الرئيس أردوكان على اعمال الانقاذ ، فقد أشرف عصمت اينونو عليها قبل 84 سنة .فما أشبه اليوم بالبارحة .