علق وزير الداخلية الأسبق باقر جبر الزبيدي، الاربعاء، بشأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، فيما تحدث عن انعكاسات القرار على الدول المجاورة والإقليمية.
وقال الزبيدي في بيان تلقت (الاولى نيوز) نسخة منه، (23 حزيران 2021)، “أفغانستان إلى الوراء در.. انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان كان بمثابة الإعلان الرسمي عن عودة طالبان والقاعدة الى المشهد العالمي من جديد، طالبان سيطرت على (30 منطقة) منذ أن بدأت الولايات المتحدة سحب كامل جنودها مطلع شهر أيار الماضي”.
وأضاف، أن “الخسارة الكبيرة للإرهاب في العراق وسوريا وفشل (جيش الإسلام وجيش الرحمن الممولان خليجياً وجبهة النصرة وداعش)، دفع باتجاه الاعتماد على الجيل الأول للإرهاب وحاضنته الرئيسية والذي ظل يحتفظ ببعض قوته في آسيا وأفريقيا”.
وتابع، “الحكومة الأفغانية متخبطة بسبب سرعة سحب القوات الأمريكية من البلاد مما ترك مساحات واسعة في فراغ أمني هذا التخبط تجلى واضحاً حين تم إستبدال وزيري الدفاع والداخلية!”.
وأشار إلى أن “القوات الأفغانية غير قادرة على خلق الحلول مكان القوات الأجنبية فهي مخترقة وضعيفة كما أن قسم كبير منها إستستلم بدون قتال وسلم سلاحه وعتاده إلى طالبان!”.
وبين، “سيطرة طالبان على ولاية فارياب بالقرب من (الحدود الأفغانية _ الإيرانية) هو فتح جبهة جديدة لإشغال أيران”.
ولفت الزبيدي إلى أن “المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال إن الحركة طلبت من المقاتلين العودة بعد أن وصلوا إلى مدخل مدينة مزار الشريف حيث لم ترغب طالبان في السيطرة على الأقاليم إلا بعد رحيل جميع القوات الأمريكية وهنا يجب أن نعرف هل أن ماجرى هو (تسلّم وتسليم) للمدن من قبل القوات الأمريكية لصالح طالبان!”.
وقال، إن “طالبان كسبت المزيد من المقاتلين بسبب سياسات الإنفتاح المفاجئة في بعض دول الخليج والتي وصلت إلى الإنحلال جعلت الكثير من السلفية والوهابية يبحثون عن ملجأ جديد لتطبيق أفكارهم”.
وأوضح، أن “الضغوط الدولية لإعادة الكثير من اللاجئين الفارين من مناطق الصراع الهدف الرئيسي منها هو خلط الأوراق كما حدث عام 2014 في منطقتنا وإعادتهم إلى سوريا والعراق وأفغانستان لكي تعود عجلة الإرهاب خصوصاً أن الكثير من هؤلاء تم تشخصيهم كعناصر متطرفة ولهم صِلات مع جهات قامت بأعمال إرهابية في أوربا”.
وأضاف، أن “الأخوان المسلمين في بعض الدول سيمثلون رافد جديد لما عرف سابقاً بـ( بالمجاهدين العرب) مع تردى الوضع الاقتصادي في هذه البلدان”.
وتابع، “الأردن التي تعاني من وضع سياسي وإقتصادي مقلق وعودة الإخوان المسلمين إلى العمل السري الذي هو نواة الإرهاب الحقيقية”، مبينا أن “الوضع الأردني سوف ينعكس بالتأكيد على الدول المجاوره له وفي مقدمتها (العراق وسوريا) خصوصاً أن الحدود بين هذه الدول الثلاثة يتحكم في أمنها بدرجة كبيرة جهات خارجية”.