الروبوتات تأخذ مكان البشر والتكنلوجيا الحديثة في تطور
مع تقييد حركة البشر وفرض سياسة التباعد الاجتماعي للوقاية من تفشي فيروس كورونا، أصبحت التقنية ملاذا متجدد لتأدية المهام التي عجز عن تنفيذها البشر.
وحول العالم، رأينا الروبوتات تعقم الشوارع وتضبط المخالفين للحظر وتقيس حرارة المشتبه بإصابتهم وتدعم طواقم الأطباء، ومؤخرا استولى الروبوت على وظيفة “عامل الدليفري”.
متاجر “برود برانش ماركت” الأمريكية للبقالة استعانت بروبوتات قادرة على إيصال البضائع للزبائن وباتت خدماتها تستقطب عددا متزايدا من الأشخاص خلال أزمة وباء “كوفيد -19”.
جهاز أبيض مصنوع على شكل ثلاجة صغيرة يجوب شوارع واشنطن ويتوقف على الأرصفة لترك أولوية المرور للسيارات قبل أن يواصل طريقه إلى منزل العمل الهدف.
وبحسب “فرانس برس”، يتوجب على جايك وليامز (العميل) فك الرمز السري للثلاجة الروبوت قبل أن يخرج منها أكياسا من الفواكه وقطعة خبز وشطائر البيتزا.
ويقول وليامز: “لم نعد قادرين على الذهاب إلى المتاجر، وهو أمر مسلّ لها”، في إشارة إلى ابنته إميليا ذات السنوات الثلاث.
وفي مواجهة تزايد الحرص لدى المستهلكين على ملازمة المنازل وتعريض عمال التوصيل لخطر الإصابة بفيروس كورونا، سجلت شركة “ستارشيب تكنولوجيز” التي تتخذ مقرا لها في سان فرانسيسكو ازديادا في طلبات التوصيل عبر الروبوتات في عشرات المدن حول العالم.
وقد بدأت الشركة التي أنشأها اثنان من مؤسسي “سكايب”، العمل مع “برود برانش ماركت” في أبريل/نيسان لتلبية حاجات المتجر الذي يحول صغر مساحته دون تنفيذه تدابير التباعد الاجتماعي المفروضة من السلطات المحلية.
وفي كل يوم، تؤمّن 10 روبوتات بنشاط مستمر توصيل الطلبيات من متجر البقالة، على ما توضح مديرة الموقع ترايسي ستانارد.
وهي تقول “من اللطيف رؤيتها تتجول في الحي، هذا يسعد الناس”.
ولا تلبي عمليات التوصيل بالروبونات من “ستارشيب” وغيرها من الشركات في القطاع سوى حاجة نسبة ضئيلة من طلبيات توصيل الأطعمة، لكنها تضيء على حاجة متزايدة في زمن التباعد الاجتماعي والمخاوف من تفشي الوباء.
وقد أودى وباء “كوفيد -19” بحياة أكثر من 40 موظفا في بقالات داخل الولايات المتحدة، بحسب تعداد أجرته صحيفة “واشنطن بوست”.
وفي سائر أنحاء البلاد، نظم عمال توصيل تظاهرات للمطالبة بتحسين شروط السلامة التي يعملون في إطارها.
ويؤكد نائب رئيس “ستارشيب” راين تووهي أن “الطلب على عمليات التوصيل من دون احتكاك بشري ازداد بدرجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة”.
وتتنقل الروبوتات بمعدل سرعة يبلغ ستة كيلومترات في الساعة ويمكنها نقل ما يصل إلى ثلاثة أكياس تسوق.
وقد سلكت حفنة من الشركات الأخرى هذا المسار.
فمع روبوت “أر 2” المستقل القادر على التنقل بسرعة تصل إلى 40 كيلومترا في الساعة ونقل حوالي 190 كيلوجراما من البضائع، بدأت شركة “نورو” الناشئة أخيرا توصيل منتجات غذائية في منطقة هيوستن بالشراكة مع شركة “كروغر” العملاقة للمنتجات الغذائية.
ونالت الشركة في سيليكون فالي أيضا الإذن بالعمل على طرقات كاليفورنيا.
ويقول ديفيد إسترادا من شركة “نورو” في رسالة منشورة على مدوّنة “لم نكن نتوقع أن تسهم خدمتنا في حماية الأمريكيين من العدوى. غير أن وباء “كوفيد -19″ سرّع الحاجة لدى العامة إلى خدمات توصيل من دون احتكاك بشري”.
وتخضع روبوتات مستقلة مشابهة لاختبارات من جانب “أمازون” التي توفر أيضا عمليات توصيل بواسطة الطائرات المسيّرة، وهي آلات تثير اهتماما متزايدا أيضا.
كذلك تختبر شركة “وينج” الناشئة التي أنشأتها “ألفابت” المالكة لـ”جوجل”، توصيل الأدوية التي لا يتطلب شراؤها وصفة طبية في ولاية فيرجينيا، وهي سجلت ازديادا كبيرا في الطلبيات، بحسب متحدث باسم الشركة.
وقال جيمس راين بورغس: “نأمل أن يساعد ذلك في تقليل التنقلات إلى المتاجر”.
غير أن التوصيل بالطائرات المسيّرة لا يزال يخضع لتشريعات كثيرة خصوصا من السلطات الأمريكية.
وأشارت شركة “زيبلاين” الأمريكية الناشئة التي توصل معدات طبية عبر الطائرات المسيّرة في إفريقيا، في تغريدة عبر تويتر إلى أنها ترغب في تقديم خدمات مشابهة في الولايات المتحدة حالما تحصل على الإذن.
وقالت “كشركة أمريكية في ظل الأزمة، نريد مساعدة بلدنا أيضا”.