الرفض الإماراتي للضم بالإعلام الإسرائيلي.. إبرة في بالون نتنياهو
لاقى الرفض الإماراتي لخطط ضم الاحتلال لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة صدى واسعا في الإعلام الإسرائيلي المسموع والمقروء، وسط دعوات لإعادة التفكير قبل الإقدام على الأمر خشية تداعياته.
جاء ذلك إثر مقال لسفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، حذر خلاله من تداعيات الضم وتأثيره على عملية السلام.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن نية حكومته البدء بتنفيذ عملية الضم في الأول من يوليو/تموز المقبل.
(الاولى نيوز) اطلعت على الصدى الواسع الذي أحدثه مقال العتيبة، في الإعلام الإسرائيلي.
دعوات لمراجعة خطط الضم
“غرس نشر المقال إبرة حادة في البالون الذي يطلقه مكتب رئيس الحكومة والذي بحسبه ستمر دول الخليج مرور الكرام على عملية الضم أحادي الجانب التي ستقوم بها إسرائيل”، هذا ما كتبه المحلل البارز في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عاموس هرئيل.
وقال هرئيل: “المقال الذي نشره سفير دولة الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، حذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة للضم على فرص تطبيع علاقاتها مع دول الخليج”.
وتابع: “يمكن الافتراض بأنه قريبا سنسمع أصواتا مشابهة بشكل علني من الأردن، فعمان قلقة أكثر من تداعيات الضم، لا سيما إذا حدث ذلك مثلما قال نتنياهو عشية جولة الانتخابات الثانية في سبتمبر/ أيلول الماضي في غور الأردن”.
من جهتها، كتبت المحللة السياسية البارزة في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سمدار بيري، أن مصادر رفيعة المستوى في المملكة الأردنية أوصت الإسرائيليين بأن “يقرؤوا بعمق ما كتبه سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، في المقال”.
وأضافت: “انتبهوا لما قاله السفير عن آثار الضم على الأرض. هذا تصريح يجب أن يؤدي بالإسرائيليين إلى التفكير عميقاً”.
المقال المنشور في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأوسع انتشارا في إسرائيل والمقروءة من قبل الوسط واليمين في إسرائيل، أحدث هزة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
فالمقال نشر باللغة العبرية وليس بأي لغة أخرى لا يعرفها الغالبية من الإسرائيليين، كما أنه تضمن رسائل واضحة ومحددة تحذر تل أبيب من عواقب الضم.
وجاء المقال في ذروة حملة شنها اليمين في إسرائيل بأن الدول العربية لا تأبه للضم بل ذهبت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى الزعم بأنها ترحب به.
إحراج للحكومة ورسائل لأمريكا
من جهته، قال المحلل السياسي البارز في القناة الإخبارية الإسرائيلية ( 13) باراك رافيد: “كل من قال لكم إن الدول العربية تدعم الضم باتوا محرجين”.
وأشار إلى أن “الدول العربية لا توافق على الضم، لا في الغرف المغلقة ولا في العلن، إن الثمن لهذا الخطأ الإسرائيلي سيكون باهظا جدا”.
ولفت رافيد إلى أن “المقال هو رسالة غير مسبوقة من مسؤول كبير في الإمارات للرأي العام الإسرائيلي عبر الصحافة الإسرائيلية”.
وشدد على أن “نشر السفير المقال جزء من حملة دبلوماسية أوسع من جانب الإمارات ضد الضم الإسرائيلي، تتضمن رسائل خاصة إلى البيت الأبيض تحذر من عواقب الخطوة”.
رسالة مباشرة للجمهور العبري
بدورها، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية: “لقد استيقظ الإسرائيليون على حقبة جديدة محتملة يوم الجمعة مع مقال لسفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يحذر فيه من أن الضم سيقوض التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي ومع الإمارات “.
الصحيفة اعتبرت المقال أنه “تحذير غير مسبوق يأتي من بلد ليس له علاقات رسمية مع إسرائيل”.
ولم تغفل “جروزاليم بوست” أنه “تم نقل الرسالة عبر يديعوت أحرونوت، أكبر صحيفة يومية عبرية في إسرائيل، ليكون لها التأثير الأقصى وإقناع التيار الرئيسي”.
وأوضحت أن “التوجه مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي السائد كان خيارًا فريدًا.. ما هو مهم أيضًا أنه كان باللغة العبرية، لم يكن في “إسرائيل هيوم” (يمينية متشددة) أو “هآرتس” (يسارية)”.
ومن وجهة نظر الصحيفة فهذا “يعني أن الرسالة لم تكن تسعى إلى مناشدة اليسار، الذي ينتقد بشدة سياسات إسرائيل إلى حد كبير وأنه لم يكن في “إسرائيل هيوم” التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها قريبة جدًا من نتنياهو، ما يهم هو أنه يبدو أنه تم توجيه الرسالة إلى أكبر جمهور عبري محتمل”.
وكان الفلسطينيون أعلنوا مرارا رفضهم ضم إسرائيل ولو إنش واحد من الضفة الغربية. وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه الدول العربية والاتحاد الأوروبي وأخرى غربية.
ومع العد التنازلي لتنفيذ إسرائيل مخططها مطلع الشهر المقبل، كثفت فلسطين من تحركاتها في الأمم المتحدة لتجنيد جبهة دولية واسعة ضد الضم.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا لبحث مخططات الضم، فيما طلبت فلسطين انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة هذا المخطط الذي يعارضه عدد كبير من الدول.
الأولى نيوز – متابعة