الرحمة والقوة الروحية!!
د_صادق السامرائي
الرحمة: الخير والنعمة , الشفة والرأفة.
تتكرر كلمة رحمة في القرآن كثيرا وفي مواضع متنوعة , ومنها مقتطفات آيات :
“ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مًمسكَ لها….” 35:2
“…ربكم ذو رحمةٍ واسعة ….” 6:147
“رحمة من ربكَ إنه هو السميع العليم” 44:6
“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” 21:107
“قل مَن الذي يعصمكم من الله إذا اراد بكم سوءً أو أراد بكم رحمة ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا” 33:17
“…لاتقنطوا من رحمة الله….” 17:100
“…ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا” 18:10
“قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون” 15:56
“وقل ربي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين” 23:118
“هدى ورحمة للمحسنين” 31:3
“وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون” 19:53
“إلا مَن رحم الله إنه هو العزيز الرحيم” 44:42
“يختص برحمته مَن يشاء وهو ذو الفضل العظيم” 3:74
“ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم” 24:20
وهناك أضعاف ما تقدم من الآيات والإشارات إلى الرحمة وما تقتضيه من سلوك وتفاعل ما بين الناس.
قلماذا تتكرر كلمة الرحمة وتتأكد أهميتها في القرآن؟
إن فعل الرحمة تدفُّق لطاقة الروح البشرية في مجاريها الكونية الرقراقة , وتواشج لطاقات الإنسان الكامنة مع ينبوع الطاقات المطلقة , وكلما تعاظم فعل الرحمة بين المخلوقات , إستحضر ما يزيده تدفقا من القدرات العلوية.
ولهذا فالرحمة دريئة خفية , وترس سلوكي يصد الهجمات العدوانية , ويزوّد المخلوق الرحيم بأعتدة ومهارات دفاعية صالحة لحمايته من الشرور.
“مَن لا يرحم الناس , لا يرحمه الله”
” مَن لا يَرحَم لا يُرحم”
“إرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء”
فهذا التواصل المتبادل ما بين رحمة الخلق والخالق , تحرّكها إرادة المخلوق الذي يستنهض ما فيه من دوافع الرحمة والرأفة , التي سيغنيها خالقه ويمدها بفيض من رحمته الواسعة.
وفعل الرحمة أو التراحم من أهم التمارين التي تعزز الإرادة الروحية وتقويها , وتمنحها مهارات ذات تأثيرات إيجابية صالحة لبناء الحياة الأسمى.
والبشرية في حين من الدهر يستدعي التراحم والتكافل , والتفاعل الرأفوي الغني بالشفقة والإحسان وإيتاء ذي القربى والمساكين.
فتراحموا ليتدفق المدد الروحي , فيحميكم من جوائح السيئات والأوبئة والتداعيات , التي لا يصدها إلا القادر القدير.
و”الشفقة هي الدواء الناجع لكل الأوبئة في هذا العصر”!!
وقد “كتبَ ربكم على نفسه الرحمة”!!