الرئيس صالح: أمامنا مسؤولية تاريخية والدور المُنتظر للبرلمان الجديد
أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح، ترشحه للمنصب لولاية ثانية، فيما حدد ابرز الانجازات التي حققها خلال فترة رئاسته.
ادناه كلمة صالح بمناسبة ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية:
ايها المواطنون الأعزاء..
أعضاء مجلس النواب..
في هذهِ اللحظة الوطنية الفارقة في تاريخ الوطن، بما تحملهُ من آمالٍ وتطلعاتٍ وتحديات، اتحدثُ اليكم مرشحاً لِمنصِب رِئيس الجمهورية.. مُدركاً انه شرفٌ عظيم، ومسؤوليةٌ كبيرة.
أتحدثُ إليكم بضميرٍ مُطمئن بان ما عملتهُ خلال السنوات الماضية وضعتُ في نصب عيني العراق الذي نسعى اليهِ جميعاً، عرباً وكرداً وتركمان ومسيحيين وشبك وايزيديين وصابئة… عراقٌ عادل مع جميع مواطنيه، ومُقتدراً بهم، يستعيدُ مكانته التاريخية في المنطقة والعالم، وان شاء الله سنواصل هذا الدرب ولن نحيد عنه.
أعضاء مجلس النواب الافاضل..
لقد انتخبكم الشعب في انتخابات مُبكّرة، استجابة لِحراك شعبي شبابي ناهض جاء على خلفية الشعور العام بالمظالم والحاجة المُلحة لحكم يستند الى إرادة العراقيين بلا قيمومة أو وصاية أو تدخل.. وأن يكون الشعب سيّد نفسهِ… فشبابنا في البصرةِ والناصرية والنجف الاشرف وبغداد والموصل والسليمانية واربيل والانبار وكركوك والديوانية ودهوك وديالى وسنجار، يتقاسمون ذات التطلعات في العيش الكريم الحرّ… ولذا فإن الظروف العصيبة التي مرّت بالبلد، وما ينتظره من استحقاقات، تفرُض علينا مسؤولية تاريخية وعملاً استثنائياً.. وإن الدور المنُتظر لمجلس النواب الجديد يُحتم عليه أن يكون برلماناً حراً وممثلاً حقيقياً لأراده الشعب وتطلّعاته.
في هذه اللحظات، وبينما تواصل قواتنا البطلة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة بحزمٍ عملياتها للقضاء على ما تبقى من الخلايا الإرهابية الاجرامية… فان امامنا تحدياتٍ غيرُ قابلة للمساومة او التأجيل.. مُعالجة مكامن الخلل في منظومةِ الحُكم والانطلاق نحو عقدٍ سياسي واجتماعي جديد يُرسخ الحكم الرشيد لدولة مُقتدرة بسيادة كاملة تحمي حقوق العراقيين، وتضمن حقها في فرض القانون وحصر السلاح بيدها.
فان المرحلة المُقبلة يجب أن تكون مرحلة تعديلات دستورية لبنودٍ اثبتت التجربة مسؤوليتها عن أزمات مُستحكِمة… واستجابة للحراك الشعبي والاجماع الوطني الواسع كانت رئاسة الجمهورية قد شكّلت لجنةٍ موسعة من فقهاءِ الدستور من مختلف المحافظات، وتقدّمنا بورقةٍ شاملةٍ حول التعديلاتِ الضرورية وبما يضمنُ الوفاق الوطني، وسنعمل معكم على تعزيزها واثرائها وعلى إقرارها بما يخدم مصالح الشعب العراقي.
وأيضا فان آفة الفساد الخطيرة التي تعملُ على ادامة نفسها والتأثير على ارادة العراقيين بأموال العراقيين تستوجبُ وقفةً حاسمة.. فهي بحق معركة وطنية لن يصلُح وضع البلد دون الانتصار فيها.. تقومُ على ضربِ منابع الفساد واسترداد ما تم نهبه وتهريبه.. وكنا قد تقدمّنا بمشروع قانون “استرداد عائدات الفساد” الى مجلس النواب في دورته السابقة، حيث يتضمن مشروع القانون إجراءات عملية استباقية رادعة، وأخرى لاحقة لاستعادة أموال الفساد المُهرّبة، وان شاء الله سنعمل بدعمكم على اقراره وتنفيذه.
ويترافق هذا الجهد مع ضرورة تحقيق التحوّل في اقتصادنا الريعيّ، وحماية دجلة والفرات ومواردنا الطبيعية والبيئية.. وكنا قد تقدّمنا الى مجلس الوزراء بمشروع إنعاش وادي الرافدين ليكون ستراتيجية وطنية في هذا الصدد.
أعضاء مجلس النواب الموقرين..
ان رئيس الجمهورية يجب ان يكونَ رمزاً لوحدة البلاد وسيادتها وحامياً للدستور، وان يكونَ رئيساً لِكل العراقيين… رئيساً لا مرؤوساً… فهذا العراق، ارضُ الرافدين وجبال كردستان وحضارات أور وسومر وبابل وآشور.. بلد الأنبياء والاوصياء والمراجع الكرام.
وكما عهدتموني فقد التزمتُ بإصرار وبدعم الوطنيين الخيّرين، في المضي تحت سقف الوطنية مساراً لمهامي، ولم اسمح تحت أي ظرف ورغم شتى المصاعب والضغوط بامتهان منصب رئاسة الجمهورية، وحاولتُ النأي ببلدنا من الدخول في دوامة صراعات دموية داخلية في أوقات عصيبة، مُدركاً بعد كل السنوات العجاف، آن الأوان ليحَظى العراقيون بالسلام، ونظام حُكمٍ يرتكزُ على قراره الوطني المستقل.
انا القادم من جبال كردستان، ومن السماوة وكربلاء المُقدسة وصلاح الدين وبابل و واسط والعمارة وحلبجة، أتطلعُ الى تولي شرف المسؤولية مُجددا بعد نلتها بقرار عراقي وطني مستقل.. وكُلي ثقة بان العراق الدستوري هو المسار لِبلدِنا، وان بغداد الحضارة هي مُلتقى الجميع، وفيها تُحسم قضايانا الوطنية… فقوة بغداد هي قوة للبصرة والانبار والموصل وقوة لكردستان.
لقد نجحنا في تجاوز الكثير من الإشكاليات والتحديات، واستطعنا الانطلاق بالعراق من عنوان للتنازع الى عنوان لتلاقي دول وشعوب المنطقة، وسنمضي في هذا الطريق ولن نحيد عنهُ ولن نتراجع، وسأكونُ ان شاء الله كما عهدتموني اميناً مع نفسي ومع العراقيين في طريق الدولة المقتدرة العادلة والآمنة.
تحية إجلال لكل شهداء العراق، المُضحين من أجل الحرية والديمُقراطية والكرامة والذود عن الوطن.