الدواء الروسي: عسى أن لا يكون احد “بواري” الفساد*!!
.كتب / علي سليم عمر علي
اضطلاع الصندوق الإستثماري الروسي بالدواء يضفي عليه صبغة تجارية. الروس لم ينشروا ابحاثهم الخاصة بالتطوير لغرض تقييمها. اليابانيون لم ينتهوا من ابحاثهم الخاصة على الدواء ولم يصادقوا عليه لحد الآن. وزارة الصحة ادخلت الدواء غير المحور، الخاص بالإنفلونزا في بروتوكول العلاج. الدواء المطوّر نفسه له مضاعفات ثانوية ولا يلائم الحوامل ويستخدم للمصابين بأعراض متوسطة.تفصيل:قبل اي شيء يجب ان نعرف انه لا يوجد الى الآن اجماع او اتفاق عام في المجتمع العلمي والطبي الدوليَيْن حول علاج واحد فعال ومباشرا وتام يقضي على وباء كوفيد-١٩. لا روسي ولا امريكي ولا صيني ولا غيره، بضمنها هذا الدواء الذي نحن بصدده.شركة توياما للكيماويات، من مجموعة فيوجي فيلم انتجت أڤيفاڤير (المعروف بالدواء الروسي) وطورته من دواء ياباني اخر إسمه فاڤيپيراڤير او أڤيگان المستخدم لعلاج الإنفلونزا في اليابان منذ ٢٠١٤. مدير عام أدوية سامراء قال قبل أيام انه علاج للإنفلونزا حسبما نقلت عنه وكالة ناس يوم ١٢ تموز الجاري: “لا يوجد علاج لكورونا والعلاج الحالي هو علاج للإنفلونزا القوية اكتشف باليابان واعتمدته روسيا كعلاج رسمي وسمي بالدواء الروسي”. في اليابان، صاحبة الأمر، تمّ تأجيل المصادقة عليه رسميا كعلاج لكوفيد-١٩ عدة مرات، وارسلته الى عدة دول لإختباره، منها الولايات المتحدة، لغرض اخضاعه لمزيد من التجربة والبحث. روسيا دون غيرها روَّجت لهذا العلاج والقت عليه الضوء بشكل إستثنائي وربما كان العراق، مثل روسيا اسرع من تلقف الأمر ودخل في مفاوضات شرائه حتى قبل الشروع في اختبار الدواء على نطاق واسع في روسيا.الملفت للنظر ان صندوق الإستثمار السيادي الروسي هو الذي تبنّى العملية. رئيس الصندوق قال لرويترز ان الدواء سيغير قواعد اللعبة وسوف يسرِّع من عودة النشاط الإقتصادي الى طبيعته في البلاد، وأضاف ان التجارب السريرية شملت ٣٣٩ مصاباً. في معظم الحالات نجح الدواء في مكافحة الفايروس خلال اربعة ايام. “نحن نعتقد”، يقول كيريل دميتريف، رئيس الصندوق السيادي للإستثمار ايضاً: “نعتقد ان الدواء سيغير قواعد اللعبة. سوف يخفف الضغط عن كاهل النظام الصحي، عدد اقل من الناس سيكونون بحاجة الى عناية سريرية في المستشفيات. ٩٠٪ من المصابين تخلصوا من الفايروس خلال ١٠ أيام. نعتقد فعلا ان الدواء مفتاح لإعادة الإقتصاد الروسي الى سابق عهده” واخيرا فإن ديميتريف يقر بوجود مضاعفات جانبية للدواء وهو لا يناسب الحوامل اساساً.روسيا تأتي في المرتبة الثالثة بعد امريكا واليابان من حيث عدد الإصابات الا انها تختلف عنهما بعدد الوفيات المنخفض تماماً. نسبة الوفيات الى الإصابات حوالي ٠,٠١٪ فقط. وهي ظاهرة يقول المراقبون، مثيرة للجدل مع افتقار النظام الروسي عموما للشفافية المطلوبة ويكون ناجعا فقط لمن يعاني من اعراض وسطية وخفيفة.الصندوق السيادي الروسي يمتلك ٥٠٪ من ااشركة المصنعة للدواء في روسيا، كيمرار. وان التجارب كلفت الصندوق وشركائه ٤,٣ مليون دولار، وهي ملف منهفضة نسبيا حسب ديميتريف نفسه لأن جل العمل البحثي والتجريبي جرى سابقا في اليابان.أُنْتِج اڤيفاڤير ، المعروف اصلا بأسم فاڤيبيراڤير في تسعينيات القرن الماضي، من قبل شركة يابانية، اشترتها لاحقا فيوجي فيلم عندما بدأت تهتم بالقطاع الصحي. الية الدواء في العلاج تتمثل في الحد من دورة تكاثر المادة الوراثية آر أَنْ أَيْ لبعض الفايروسات مثل تلك المسببة للإنفلونزا.يقول ديميتريف، الخبراء الروس حوّروا العلاج الجيني هذا لتعزيز كفاءته في مواجهة فايروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-١٩ ووعد بأن تكون تفاصيل العمل البحث والتطويري جاهزة خلال اسبوعين لمشاركتها مع المراكز المختصة في العالم.اليابان، بالمقابل، مستمرة في تطوير الدواء في مختبراتها الخاصة وتسميه أڤيگان، بدعم وتشجيع من رئيس الوزراء شينزو آبي بتمويل وصل الى ١٢٨ مليون دولار ولكن الدواء ليس جاهزا للمصادقة الى الآن.أخيراً وآخرا ومتأخراً، ديميتريف قال: “في المنظور ان يتم تصدير أڤيفاڤير الى دول في الشرق الاوسط وامريكا اللاتينية التي عبرت عن رغبتها في اقتنائه بعد تلبية الإحتياجات الصحية الروسية”لكن يبدو ان روسيا تضع مصلحة العراق قبل مصلحتها فباعته الى العراق، او حرصا على حياة العراقيين.حسب البروتوكول الذي فرضته وزارة الصحة على المستشفيات يلاحظ استخدام الدواء غير المحور ، الياباني. فاڤيپيراڤير، المخصص للإنفلونزا، على امل البدء في تصنيع الدواء خلال شهر، في الاقليم او شهرين في ادوية سامراء حسب تصريحات مدير عام ادوية سامراء. وهي قضية تثير تراشقا بالاتهامات بين هؤلاء وأولئك.يعني معقولة مشترين الدواء الياباني من روسيا؟