الدرس البصري العظيم
الدرس البصري العظيم – خالد السلامي
تبقى العروبة تتجدد كلما حاول غبار التآمر عليها أن يغطي ملامحها بين الحين والآخر ومنذ بدايات العصر الراشدي إلى اليوم حيث كانت حروب الردة التي حاول بعض المدسوسين الأجانب على الإسلام تفتيت الدين الذي بدأ العرب نشره بعد نزول الوحي الإلهي على النبي العربي محمد صلى الله عليه و على اله و صحبه و سلم وإفشال مهمة العرب في إيصاله إلى العالم من خلال ادعاءهم النبوة وجعل عدد من المسلمين يرتدون عن دينهم فكانت حروب الردة هي أول رد حاسم على تلك المؤامرات الخبيثة ثم تواصل التآمر خلال الخلافة الراشدة حيث توالى قتل الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم على يد المدسوسين الأجانب وهكذا استمر هذا التآمر في كل العهود الإسلامية التي كان يقودها العرب فكانت مؤامرة البرامكة ثم الغزو المغولي الهمجي ثم استيلاء العثمانيون على الخلافة الإسلامية والذين لم يتركوا للعرب متنفسا من خلال سياسة التتريك التي اتبعوها في كل البلاد العربية حيث عملوا على تغيير المنطقة العربية ديمغرافيا فقاموا بمنع العرب من تولي اي منصب في الولايات والجيوش حتى في الولايات العربية ثم قاموا بمنح مواطنيهم الاتراك مساحات ومناطق عديدة من ارض العرب موزعين على كل ساحة الوطن العربي الكبير وبدقة عالية بحيث لا نجد قطر عربي الان يخل من الإخوة التركمان الذين اثبتوا مشكورين حبهم لانتمائهم للبلدان التي يسكنون فيها وحرصهم على سلامتها وعدم القبول بالمساس بها ثم المجازر الكبيرة التي قام الاسبان والبرتغاليون في الأندلس ضد العرب حتى جاء عهد الإنتدابات اللعين الذي زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي و عمل على تشتيت العرب في دويلات متناحرة فيما بينها وفي كل دويلة هناك تناحر فئوي لم ولن ينتهي حتى قيام الساعة بسبب عمق الفتن التي زرعها المحتلون في الارض العربية وبين اهلها وفي كل مرحلة من مراحل تلك المؤامرات كان العرب يقاومون وينهضون من جديد ليثبتوا لأنفسهم ولأعدائهم انتمائهم العربي وتمسكهم بهذا الانتماء واليوم ونحن نعيش لعبة (الشعب يريد) ويصرخ ويعاني من الظلم والفقر وتعيين الحكام من الخارج بدون الاهتمام لاختيارات الشعب لمن يحكمه من خلال الديمقراطية المسلفنة التي صنعت خصيصا للعرب خلال ما سمي زورا بالربيع العربي والذي مَثل ويُمثل الان اكبر وأخطر مؤامرة استهدفت العرب وعروبتهم عبر التاريخ حيث جعل اغلب الارض العربية تلتهب نارا بسبب الفتن التي اختلقتها الأطراف الأجنبية التي اعدت الربيع العربي الاسود وقامت بتوزيعه بانتظام على مساحة الوطن العربي حتى جعلت من المواطن العربي يهزأ من انتماءه لعروبته ويسخر منها بل ويهجرها الى البلاد الاخرى او النزوح داخليا والسكن في مخيمات في مناطق اكثر آمنا ولكن العرب الشرفاء على مساحة الارض العربية اثبتوا للعام كله أنهم عرب وأنهم فخورون بعروبتهم وما شهدته احداث عام 2022 خير دليل على فشل كل مؤامرات المتآمرين في تشتيت العرب وسلخهم من قوميتهم التي هي فخر لهم ولكل من امن برسالتهم التي ادوها بتفان وإتقان فنشروا الدين الاسلامي على اوسع مساحة من الأرض فكانت حادثة الطفل المغربي ريان المأساوية قد جمعت العرب تضامنا مع ابنهم العربي في المغرب ثم جاء النجاح الباهر لقطر في تنظيم كأس العالم والنجاحات الرائعة للفرق العربية المشاركة فيه وخصوصا المنتخب العربي المغربي ليعيد للعروبة بريقها وعزتها وافتخار أهلها بها وها هو العام الجديد 2023 يقدم لنا ولكل العرب والعالم من خلال البصرة العربية العراقية الفيحاء افخر دروس الحب العربي للعروبة حيث الترحيب المنقطع النظر بأشقائهم عرب الخليج العربي فرقا رياضية وجمهورا مصاحبا المشاركين في بطولة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين التي استضافتها البصرة الحبيبة فكان الترحيب بالعروبة وكانت الضيافة والاعتزاز بالعرب من قبل أهل البصرة العربية حديث العرب والعالم كله ودرسا بليغا لكل من يحاول إلغاء الهوية العربية ومحو الوجود العربي من الأرض فمجدا ومجدا ومجدا لأهل البصرة الغيارى الذين رفعوا راية العروبة خفاقة في البصرة والعراق والخليج العربي بل وكل الوطن العربي الكبير لتقول لأولئك الحالمين باقتسام ارض العرب وطرد أهلها منها ونهب ثرواتهم كفاكم فإن العروبة باقية وارضهم عصية عليكم بإذن الله تعالى.