ي مثل يوم غد قبل عام من الآن، كتبت مقالة مستذكراً زملاء أعزاء، وهم السيد كاتسوهيكو أوكو والسيد ماساموري إينوي والسيد جرجيس سليمان الذين رحلوا عنا في هذا التاريخ قبل 14 عاماً نتيجة اعتداء إرهابي دنيء استهدفهم في طريقهم من بغداد إلى تكريت.
لقد ذكرت فيه بعض إنجازاتهم في العراق والأمل الذي شاركته معهم لانتعاش العراق. إن لعام 2003 أهمية خاصة في تاريخ العراق المعاصر، إذ كان العراقيون يأملون صنع عراقٍ جديد أفضل، وكان المجتمع الدولي هناك لدعمهم لتحقيق ذلك. كانا زميلاي من ضمن أولئك الذين قدموا إلى العراق وعملوا لآخر نفس في إعادة إعماره.
مرة أخرى هذه السنة أسأل نفسي إذا ما كنت أقوم بأقصى جهدي لإكمال عملهم في العراق. حين كتبت مقالتي في العام الماضي كان العراق في منتصف عمليات تحرير الموصل تقريباً والآن إذ ينتصر العراق على داعش تماماً، حان الأوان لتحقيق ذلك الأمل.
أتمنى من الشبان والشابات الذين كانوا يوماً ما تلاميذ في إحدى المدارس التي ساعد السيد أوكو والسيد إينوي في إعادة تأهيلها أن يجعلوهما فخورين عبر العمل الجاد رغم كل العقبات لصنع مستقبل زاهر لأنفسهم ولبــلـــــدهم.
أتمنى من كل عراقي أن يجعل كل روح بريئة فقدناها في الأعوام الماضية فخورة عبر العمل معاً لضمان أن لا يصبح الغد مشابهاً للأمس. وأكرر ما قلته في أكثر من مناسبة، نحن كحكومة اليابان سنقف مع العراق طالما أن العراقيين مستعدون للعمل لمساعدة أنفسهم للنهوض والازدهار، وكما قال عز وجل في محكم كتابه الكريم: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
سنعمل معكم لجعل زملائنا وكل العراقيين الأبرياء فخورين عبر دعم جهودكم الذاتية. غالباً ما يسألني أصدقائي العراقيون عن تجربة اليابان بعد الحرب وكيف يمكن للعراق الاستفادة منها.
جوابي المختصر هو أن اليابانيين خطوا إلى الأمام عبر عدم تكرار أخطاء الماضي والعمل معاً لبناء مستقبل لا يجب على أطفالهم فيه مجابهة مآسي الحرب. مستقبل يمكنهم الشعور بالفخر به.
* سفير اليابان في العراق