الخالصي يرفض تولي شخصية “عسكرية” لزمام الأمور في البلد
اعلن المرجع الديني، جواد الخالصي، الجمعة، عن رفضه لفكرة تولي شخصية “عسكرية” لزمام الامور في البلاد، معبرا عن ادانته لحادثة ساحة الصدرين في النجف، داعيا ابناء “الشهيدين الصدرين” للانحياز إلى صفوف الشعب في هذا “الصراع المصيري”.
وقال الخالصي، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية، اليوم (7 شباط 2020)، ان “المحاصصة الجائرة والأحزاب التابعة عادت من جديد واختارت رئيس وزراء خلاف المواصفات التي طرحها الشعب، خاصة وانه من المشاركين في العملية السياسية، وجزء من أحزاب الاحتلال، ويحمل أكثر من جنسية، فلا داعي لتكرار المخادعات والتجارب الفاشلة بحق الشعب الجريح، والأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف حقيقة هذا الاختيار”.
وكشف عن سبب رفض فكرة تولي عسكري من الرتب الرفيعة زمام الامور في البلد، مبينا ان هذه المرحلة تحتاج إلى “سياسي واعي ونزيه ويدعمه المخلصون من العسكر، أما نفس العسكر، فإنهم قد أثبتوا مرارا فشلهم في السياسة، فلا يصح ان تعاد تجربة المجرب ويغامر بمصير الوطن مرة أخرى. لافتا الى ان الهدف هو دولة مدنية، لا عسكرية او (پوليسية)”.
وفيما يخص الأحداث الاخيرة التي جرت في العراق، قال الخالصي: “مرة أخرى تقدم عصابات الغدر والجريمة على استهداف أبناء شعبنا المظلوم في ساحات المواجهة، وهذه المرة في النجف المجاهدة، مما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، في واحدة من أسوأ ممارسات الغدر والجريمة، مما يستدعي موقفا شرعيا بينا وإدانة صريحة قاطعة، وهبة جماهيرية عارمة، للدفاع عن الوطن، وسيادته، وأبنائه، وكرامتهم، وحقوقهم المنهوبة مع دمائهم المهدور”.
واضاف: “نحن فيما يمليه علينا موقعنا الشرعي، ندين ونستنكر هذه الجريمة كما أدنا واستنكرنا كل الجرائم السابقة بحق شعبنا، بل وأبناء الشعوب الأخرى، فإننا نحذر من استمرار مخططات الفتنة التي يراد إعادة الحروب والفتن بين أبناء الشعب الواحد، بعد فشل وتراجع مشاريعهم الطائفية، ومشاريعهم التقسيمية والانفصالية، ونحمل الجهات الرسمية كامل المسؤولية التاريخية عن هذه الأحداث المأساوية الفظيعة”.
وطالب “القوى وأبناء الشعب إلى مواجهة المخربين والمندسين بأي لون جاءوا، مؤكدا على وجوب الدفاع عن المتظاهرين والمعتصمين ودعمهم بقوة من خلال الحضور معهم والمشاركة في كفاحهم البطولي الشجاع”.
ودعا “ابناء الشهيدين الصدرين بالخصوص إلى تأكيد دور الدعم والانحياز إلى صفوف أبناء شعبنا في هذا الصراع المصيري، مستذكرين دورهم التاريخي البارز في الجهاد ومقاومة الاحتلال الأميركي الذي صنع كل هذه المآسي والكوارث، وان يستذكروا هبتنا سنة 2004 مع شعب العراق ودخول الكوفة، والسير إلى النجف لنصرتهم وفك الحصار الأميركي الجائر عليهم، وان ينتبهوا اكثر من غيرهم إلى العناصر التي تفتعل هذه الجرائم وتحاول نسبتها إليهم لجر الساحات إلى الفتنة والحرب الأهلية”.
وتابع قائلا: اننا نؤكد هنا ما قلناه في البداية، ان اية محاولة لفض الاعتصامات بالقوة دون الاستجابة للحقوق المشروعة لشعبنا أولا، بل ودون استرجاع العراق وطنا آمنا من خاطفيه وسارقيه من الذين جاءوا مع الاحتلال وعمليته السياسية، فانها ستكون محاولات بائسة وفاشلة لن تزيد حراك شعبنا إلا ثباتا وقوة، فالشعوب حين تثور لن تسكتها ممارسات العنف والجريمة والإرهاب والاستبداد”.