رأى المرجع الديني جواد الخالصي، اليوم الأحد، أن غياب التشاور بين المراجع الدينية الشيعية والسنية بشأن المشاركة في الانتخابات من عدمها، حالة ليست بصحية، وفيما لفت الى أن بعض المراجع لا يعلمون ما يجري في العراق، أو مستفيدين مما يجري، قال إن تدخل إحدى السفارات فكك تحالف “النصر”. وذكر الخالصي في مقابلة أجرتها معه صحيفة “القدس العربي”، أن تباين مواقف المراجع الدينية الشيعية ّ والسنية تجاه الانتخابات بين الدعوات لمقاطعتها أو المشاركة فيها “هي ليست حالة صحية بل دليل على غياب التشاور بين العلماء لاتخاذ موقف واحد، وهو تباين مضر وسلبي ويجعل الناس في حيرة رغم اقتناعهم بسوء الأوضاع السائدة”. وأضاف: “يبدو ان بعض المراجع لا يعلمون ماذا يجري في العراق، أو مصابون بحالة إحباط ولا يستطيعون التفكير بالبدائل، أو ان بعضهم مستفيد من الوضع السائد”. وبشأن قانون الانتخابات، قال المرجع “لقد بحثوا (السياسيين) في كل قوانين العالم فجاءوا بأسوأها، لكونه يقيد الناس فيدخل من يريدون ويبعد من لا يريدون، وهو قانون يمكن التلاعب فيه بسهولة. ومن جهة أخرى فان بعض السياسيين والمعممين يتذرعون بالتمسك بالدستور وكأنه نص قرآني، وأصبح بعضهم يشككون بالقرآن ولا يتقربون من الدستور الذي جاء به المحتل”، على حد تعبيره. وتابع المرجع الخالصي، أنه “من الضروري إيقاف تدخل السفارة الأمريكية وبقية السفارات الأجنبية، ومثلا رأينا كيف ان التدخلات الخارجية أدت إلى تفكك تحالفات انتخابية منها تحالف (رئيس مجلس الوزراء حيدر) العبادي مع الحشد الشعبي الذي اعترض عليه بعض السفارات، والمشكلة ان بعض
القوى السياسية يستند على الدعم الخارجي، وهنا يكمن الخلل عندما لا يستند السياسي على شعبه بل على الأجنبي للبقاء في السلطة، وبالتالي يحركه الأجنبي كما يشاء”. وعن الحادثة الأخيرة في كربلاء، والمتمثلة بمحاولة الاعتداء على ممثل المرجع الديني علي السيستاني، في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي، قال الخالصي إنه “أسلوب من بعض السياسيين وبعض المرجعيات الدينية أيضا ضد خصومهم، ويستخدمون أسلوب التهديد والتخويف ضد الآخرين ويتوهمون انه ينفعهم، ولكنهم لا يعلمون ان هذا الأسلوب سينقلب على الجميع”. وأكمل قائلا: “علينا احترام آراء ومواقف كل المراجع والعلماء حتى إذا اختلفنا معهم، وأنا شخصيا استنكر وأدين أي محاولة للإساءة للمرجعية، وحتى السياسيين أنا لست مع استخدام الألفاظ النابية والبذيئة في ما بينهم”. واختتم بالقول، إن “تعرض المرجعيات الدينية للاضطهاد والاعتداء هو أمر مستنكر ومرفوض، وعلى َ الجميع ان يعلم انها لعبة خطيرة ونار من يشعلها سيحترق بها”.