الحكومة تتحارش بقوت الشعب
الحكومة تتحارش بقوت الشعب – جمال المظفر
حذرت الحكومة في مقال سابق قبل سنوات من التحارش بالصمونة يحمل عنوان ( الا الصمونة يادولة الرئيس ) واستأثرت بمقولة للزعيم الراحل عبدالكريم قاسم حين زار احد افران الصمون وشاهد صورته بحجم كبير فطلب من صاحب الفرن أن يُكبر الصمونة ويصغر صورته ولو كان اي قائد غيره لاثنى على صاحب الفرن ولقال له بارك الله فيك متناسيا ان مصلحة الشعب ومكانته اعلى من الكرسي ومن يغوص في احضانه ..واليوم حكومتنا المرفهة ( المنشنشة ) لم تتعظ من دروس التاريخ وراحت تتحارش بقوت الشعب وبمصدر رزقه.. حين عملت على رفع سعر صرف الدولار مقابل اذلال الدينار العراقي ليرتفع كل شئ في الاسواق المحلية .. فلم تعد أي مادة خارج نطاق الغلاء الفاحش حتى وصل الامر بأرتفاع سعر الخبز والصمون مع تقليل حجمهما ..الحكومة تحاول أن ترفع من احتياطيها النقدي حتى لو كان ذلك على حساب معاناة الفقراء وذوي الدخل المحدود .. لايعنيها ان جاعوا أو ماتوا أو تشردوا .. لم تستمع للتحذيرات من هذا الاجراء الظالم الذي يشبه الحصار الامريكي على الشعب العراقي في التسعينيات من القرن الماضي عندما اصبح كل شئ خارج متناول المواطن ، أكل النخالة وشد الحزام على بطنه ليتحمل وقع الجوع بل باتت حبة الاسبرين صعبة عليه ..ان مايجري اليوم في العراق من حصار حكومي مع توقف الاعمال بشكل كامل بحيث اصبح من الصعوبة على ذوي الدخل المحدود تأمين ايجاراتهم أو ادويتهم التي باتت تثقل كاهلهم بعدما ارتفعت الى معدلات غير طبيعية .. بل استغنى غالبية العراقيين عن بعض الادوية رغم حاجتهم اليها لان ارتفاع اسعارها جعلهم يأخذون نوعا واحدا منها ..لم يكن الحال يصل بالعراق وبأقتصاده الى هذا الوضع لولا الفساد الذي نخر جسد الدولة العراقية ، فبدلا من مكافحة الفساد واعادة الاموال المنهوبة لجأت الحكومة وبكل صلافة الى رفع سعر صرف الدولار لتوفير سيوله نقدية تتباهى بها وهي ان دلت فأنما تدل على لا اباليتها وعدم اهتمامها بمعاناة الشعب ..منذ جائحة كورونا التي اقتحمت العالم والعراق كان من ضمن موجتها وفرض الحكومة الحظر الشامل الذي كان بمثابة عقوبة جماعية للفقراء وذوي الدخل المحدود لأنها اتخذت هذا الاجراء دون تعويض مادي لهذه الشرائح فتراكمت عليهم الديون والايجارات في ظل توقف الاعمال كما ان صحاب المصالح والحرف هم ايضا تضرروا كثيرا من هذا الاغلاق التام لأن اصحاب العقارات طالبوهم بدفع الايجارات .. مما دفع الكثير منهم لغلق محالهم ومعاملهم كما تم تسريح العديد من العمال الذين يعتمدون على الاجر اليومي ..اوضاع الشعب العراقي اليوم كارثية في ظل الركود الاقتصادي الذي لم يشهد العراق مثله ، فالبطالة سيدة المشهد والجوع نخر مِعد العراقيين … شباب انهوا دراستهم الجامعية وبعضهم يحملون شهادات عليا يبيعون قناني الماء في التقاطعات اواشتروا عربانه لبيع اللبلبي والباقلاء وغيرها من المهن التي لاتناسب تحصيلهم العلمي بينما اشباه الرجال والجهلة اليوم في مواقع ومناصب مهمة في الدولة ، جماعة ( شكرن ) و( همشت ) و( لطفن ) و ( مساءن ) وغيرها من البلاوي والكوارث في عراق نظرية الفوضى الخلاقة ..ان الحكومة العراقية مطالبة بمراجعة قرارها التعسفي هذا وارجاع سعر صرف الدولار الى ماكان عليه لتعود الاسعار الى سابق عهدها كي لاتحصد نتيجة هذا الظلم الذي وقع على رأس غالبية الشعب فالشعوب ان جاعت لن تسكت وسيكون صوتها اعلى من صوت الطغاة واذنابهم .. !!