مقالات

الحكومة العراقية المرتقبة ..اعادة تدوير ام وجوه جديدة ؟

الكاتب : زيد الحلي

اعتاد العرقيون منذ اعلان الدولة الحديثة في آذار سنة 1921 ، ، ان يطلعوا من خلال وسائل الاعلام ، على السيّر الذاتية للوزراء ورؤساء الوزارات ، عدا استثناءات قليلة في بعض الفترات .. غير ان الملاحظ بعد التغيير في 2003 ان هذا التقليد المهم ، تقلص الى حد كبير ، فبتنا لا نعرف عن الشخص المستوزر ، والمسؤولين الاخرين ، إلا النزر اليسير ونتفا من هنا وهناك ، وقد اتاح هذا الحال غير الطبيعي ، الى وسائل التواصل الاجتماعي ان تلعب دورا مقلقاً في اعطاء معلومات متناقضة ، حسب الاهواء والتوجهات السياسية التي تمليها الظروف ، المتصالحة مرة ، والمتضادة مرة اخرى ..

ان الدعوة الى اعادة مفاهيم ، عاش تفاصيلها الشعب طوال عهود من حياته ، ومنها معرفة سير من يقودون البلاد ، بدقة ومصداقية وثقة ، يعني التجانس في الزمان ، والتواصل مع الشعب ، فحاضره يعني استمراراً لماضيه، ومستقبله استمراراً لحاضره، فلا انفصام او شك في الرؤى لقادم الايام في حياة الوطن ، ووفق هذا المنطق ، نجد من الضروري الاعلان ، بشفافية عن شهادات وتجارب من يتولو..ن الحقائب الوزارية او المناصب الكبيرة الاخرى ، لان ذلك قارب أمان للشعب ، لأنه سيتعرف بدقة على خلفية المسؤول ، من أساسها وليس من فروعها ، فان كانت صادقة في عرضها وتواريخها ومواقع المسؤوليات السابقة ، والبحوث والدراسات التي اعدها او شارك فيها الشخص المستوزر ، فان الشعب ، سيرفع راية القبول بفرح وسرور ..

لقد لاحظنا في التجارب القريبة الماضية ، ان بعض من يتولون المسؤوليات الرفيعة ، يبالغون في سيّرهم الذاتية ، فيكتب احدهم “مثلاً ” انه حاصل على الدكتوراه في القانون الدولي ، او في الاقتصاد ، او الزراعة ، او العلوم المالية او العسكرية ، دون ذكر اسم الجامعة الرصينة التي درس فيها ، او سنة تخرجه الخ ، وربما هذه العمومية في ذكر التفاصيل الذاتية المطلوبة ، تجعل الشك قائما ، ما يؤثر مجتمعيا على الناتج النفسي للمواطنين ، انطلاقا من قناعة بان واقع الظرف السياسي عمومًا بطبيعته يتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية ..!

نأمل من الحكومة الجديدة ، ان تعيد هذا التقليد الى الواجهة ، من اجل إيثار الصالح العام على الصالح الخاص.. فبالثقة تحيا الاوطان ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى