الحقيقي والمزيف واللقاح المنتظر
د. فاتح عبدالسلام
جميع الدول تخبطت في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، وكان هذا عادياً أمام المفاجأة المرعبة للجائحة التي زاد حصادها على مليون وربع المليون في تقدم يحبس الانفاس.
لكن بعد مضي عشرة شهور بات من الواضح أين هي الاخطاء في تعامل كل دولة مع اجراءات التصدي للفيروس.
وقبل ذلك ترسخت قناعة في انَّ عدد الاصابات اكثر مما هو معلن على نحو كبير.
كما برزت القناعة في أنَّ الحكومات في دول متقدمة لا تصارح الناس بكل الحقيقة وانّها تركت جوانب كثيرة لأسئلة مهمة من دون اجابات.
الآن، الموجة الثانية صارت حقيقة في اوروبا، وعادت الوفيات الى ارتفاع واضح وسريع، وبدت الحكومات الاوروبية واقعة تحت هاجس الخوف من الاغلاق الثاني للاقتصاد وتسعى بأي ثمن لتجنبه حتى لو جرى تطبيق سياقات مناعة القطيع التي يوجد كثير من الناس في بريطانيا على قناعة بأنها سياقات جرى تنفيذها فعلاً ، لاسيما عندما يلقي أي انسان نظرة على القطارات المزدحمة في وسط لندن .
الدول العربية ومنها العراق تعاني من ضربة قاصمة في الاصابات، لكن الاقتصادي دولة متعبة مثل العراق لا تعني له الجائحة مثلما تعني للاقتصاد الالماني أو البريطاني أو الايطالي.
محافظ السليمانية خرج عن السرب الهادىء بالقول أنّه لا يوجد بيت في محافظته غير مصاب، وانَّ الاقفال الشامل لم يعد يعني شيئاً.
وفي أبعد بلد عربي عند العراق يتجهون في المغرب الى فتح عشرة آلاف مسجد دفعة واحدة لصلاة الجمعة بالتزامن مع تفشي الاصابات في مؤسسات تعليمية تضم مائة وثلاثين ألف تلميذ.
ولابد من انتظار نتائج القرار بعد اسبوع لنرى صحة القرار، وهنا لا يمكن التعامل الا مع النتائج الواقعة حتماً.
بات من الصعب التكهن بمقاصد الحكومات في اتخاذ قراراتها إزاء الوباء، ولا شيء سيحسم ذلك سوى انتهاء الانتخابات الامريكية لنرى كيف سيتم استخدام ورقة اللقاح بيد الفائز الجديد، بعد أن بات من المستحيل الكشف عن اللقاح قبل الانتخابات.
اسمع شخصاً قريباً مني يقول أنّ شعار من حقنا أن نعرف ينهزم أمام شعار، ليس مُهماً أن نعرف الآن.
ثمّ يردف: لقد تعبنا.