الحسابات المزيفة على مواقع التواصل.. أزمة كبيرة وسوق مربح
الحسابات المزيفة في تويتر أكثر بكثير من منصات ميتا
“الحذر.. المسابقة كانت قبل 6 سنوات، وهذا الحساب وهمي، وهدفه جلب متابعات فقط”.. جاء هذا التحذير بعدما نشر حساب يحمل اسم “N.M” على تويتر، فيديو بعنوان “لحظة فوز الطالبة المصرية ياسمين يحيى بالمركز الأول عالميا في مسابقة إنتل إيسف”.
التدوينة حققت آلاف المشاركات والتحذير منها كذلك حصد تفاعلا كبيرا، وهو ما فتح الباب للنقاش حول الحسابات الوهمية على تويتر ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انتشرت خلال السنوات الماضية من أجل كسب المتابعات واتخذها البعض وسيلة لتحقيق الربح.
ويتم إنشاء حساب على تويتر أو صفحة على فيسبوك أو إنستغرام باسم عادل إمام أو سمير غانم أو حتى الراحل عبد الحليم حافظ، الذي توفي قبل 45 عاما، وغيرهم من مشاهير مصر والعالم بشتى المجالات، وبعدما تحصد الصفحة آلاف، بل أحيانا ملايين المتابعين، يتم بيعها مقابل مبالغ مالية مهمة، ويتم تغيير نشاطها واسمها إلى المشتري الجديد.
فيسبوك به خاصية إظهار تاريخ إنشاء الصفحة، وبذلك هو يحاول مواجهة مسألة تغيير اسم الصفحات إلى حد ما ولكن الأمر لا ينطبق على الحسابات بفيسبوك أو تويتر أو إنستغرام، مما جعل الأمر منتشرا بشدة.
حجم مشكلة الحسابات المزيفة دفع رئيس شركة “تسلا” الملياردير الأميركي إيلون ماسك إلى إعلان تراجعه عن خطوة استحواذه على تويتر، إلا بعد حصوله على ضمانات بأن أقل من 5 في المئة من حسابات المنصة مزيفة.
ماسك قال، في تغريدة على حسابه في تويتر الذي يتابعه نحو 94 مليون مستخدم، إن “رئيس تويتر التنفيذي رفض أن يثبت بأن أقل من 5 في المئة من الحسابات مزيفة”، مضيفا “الصفقة لن تمضي قدما حتى يتخذ رئيس المنصة هذه الخطوة”.
ومنذ أن طرح عرض 44 مليار دولار للاستحواذ على المنصة، والذي وافق عليه مجلس إدارة تويتر، أظهر ماسك رغبته في جعل المنصة حصنا لحرية التعبير، ووعد بحذف البريد العشوائي وتسهيل إجراءات حصول المستخدمين على التحقق من حساباتهم وزيادة الشفافية، من دون أن يذكر كيفية تحقيق ذلك.
الخبير في مجال التقنية والمدير التنفيذي لشركة نوجود بنيويورك، مصطفى البرماوي، قال إن “الحسابات المزيفة على تويتر ومختلف منصات التواصل الاجتماعي أكثر من نوع، ولكن النوع الأكثر انتشارا هو الذي يكون هناك شخص يتربح من ورائه، بمعنى أن هناك منصات على مواقع التواصل تبيع متابعين لأصحاب حسابات يريدون أن يظهورا أنفسهم بأن لهم شعبية كبيرة ، أن هذا الأمر منتشر في كل منصات التواصل الاجتماعي وغير قاصر على منصة دون الأخرى، وهذا سوق مربح جدا، ولكن شركة ميتا كانت أنجح بكثير من شركة تويتر في القضاء على الحسابات المزيفة.
وأكد البرماوي أن الحسابات المزيفة في تويتر أكثر بكثير من منصات ميتا، وتستطيع أن تشتري الحسابات المزيفة في تويتر بشكل أكبر وأسرع عن فيسبوك وإنستغرام.
وعن كيفية مواجهة الحسابات والصفحات المزيفة، قال البرماوي، إن هذه العملية لها شقين، الشق الأول تقني وهو أن تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الحسابات المزيفة وأنماط الاستخدام وسلوك المتابعين لها وغيرها من وسائل التحقق، والشق الثاني الاعتماد على العنصر البشري أي تعيين موظفين كل شغلهم الشاغل هو مراقبة الحسابات وتحديد الوهمي منها، وأحيانا قد يتم حذف صفحات وحسابات حقيقية ولكن حينما يشتكي أصحابها يتم التحقق وإعادتها لهم.
وشدد على أن تويتر حتى الآن لم يقم بعملية تحقق جادة لمجابهة الحسابات الوهمية، وكثيرا ما تنتشر عليه طريقة انتحال حسابات لأسماء وصفات شخصيات شهيرة، وهذا النوع مواجهته تختلف كثيرا عن مواجهة الصفحات التي تبيع متابعين مثل ما يحدث في فيسبوك على وجه الخصوص.
وأشار إلى طريقة فعالة اعتمد عليها إنستغرام، في مواجهة الحسابات الوهمية وكذلك مواجهة عملية شراء المتابعين الوهميين وهي طريقة يقوم من خلالها بمتابعة سلوك المتابعين ومن يجد عنده المتابعين غير متفاعلين يقلل له معدل الريتس والارتباط، وبالتالي يقلل من التفاعل على الحساب الوهمي مما ينتهي به الحال إلى الإغلاق، ومن ثم انتبه مستخدمو إنستغرام لذلك وتوقفوا عن شراء متابعين واعتمدوا على تحقيق الانتشار الطبيعي، ولكن تويتر حتى الآن لديه مشكلة في هذا الأمر.