” الحرب عن بعد”
الكاتب : محمد حسن الساعدي
تعمل وكالات الاستخبارات في الدول الأوربية على مبدأ ” الحرب عن بعد” واتخذت هذه الطريقة عدة أوجه منها الحرب الالكترونية والتي مارستها الأنظمة الاستخباراتية من أجل كسب المعلومات عن الخصم،وإيجاد نقاط الضعف في تلك المؤسسات التي عملت بكل جهدها من أجل محاربة الخصم الكترونياً، وهذا ما شهدناه فعلاً في الحرب الالكترونية التي سادت بين الدول الصناعية الكبرى والغرض منها إيجاد الذرائع المناسبة في أي حرب قادمة،وهذا الواقع لمسناه في طريقة التعاطي بين تلك الدول المتصارعة من أجل وجودها وقوتها،وفرض هيمنتها على العالم،وهذا فلاً ما حدث بين الصين والولايات المتحدة، حيث تعد الصين من أقوى المنافسين في التجارة مع الولايات المتحدة، وخصماً شرساً وعنيداً، فالأخبار والتقارير التي نشرت خبر انتشار فايروس كورونا المجدد كشفت أن هناك عدد من الاحتمالات في انتشار مثل هذا الفايروس وأهمها أن الصين هي من صنعت هذا الفايروس في المختبرات المغلقة ، وخرج عن نطاق السيطرة، ما تسبب بانتشاره بهذه الصورة المخيفة،والأمر الآخر هو أن الولايات المتحدة ضربت الصين بهذا الوباء ،وهو الأمر المرجح ما يعني دخول مرحلة الصراع بينهما إلى حرب جرثومية،وان حالة الصراع بين الدول الكبرى دخلت مرحلة أخرى وأسلوب آخر بدل الحروب التقليدية بالجيوش والاسلحة والطيران، وهذا أمر يجعلنا نقرأ المواقف من هذا التصعيد الخطير على أساس هذه المواجهة التي وصلت إليها الخلافات بين تلك الدول .
أن حالة الصراع عندما تصل إلى قتل الشعوب بهذه الطريقة البشعة، فإنها تنذر بأتساع دائرة الاستهداف في المواجهة،وعندما تقترب المواجهة من ضرب صحة البشر، فان التقاليد والضوابط والبروتوكولات ترفع تماماً ليحل محلها الضرب ليس تحت الحزام، وإنما سيكون الضرب في الصميم،ودون أي احترام للمواثيق والأعراف الدولية التي تنص على أبعاد المجتمعات عن أي أذى يمكن أن يصيبها أثناء الصراعات والنزاعات بين الدول، ولكن عندما يتعلق الأمر بإرسال فيروسات لأجل ضرب اقتصاد الدول،فان أي قيمة لاتبقى لهكذا صراع من اجل السيطرة على اقتصاد السوق العالمية، وهذا ما شهدناه بتفشي مرض كورونا المفاجئ، حيث بدأ في الصين ليقف عند إيران ، وهنا لابد من تساؤل لماذا هذا الاستهداف لهاتين الدولتين ؟!!
الاتهام للولايات المتحدة الأمريكية جاء مباشرة من زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ” فلاديمير جيربينوفسكي” والذي اتهم الولايات المتحدة بوقوفها وراء تفشي هذا النوع المجدد من الأنفلونزا،حيث أكد إن الفايروس الجديد يتفشى بسرعة هائلة من قارة إلى أخرى،وأن الحديث يدور عن أزمة مصطنعة تقف وراءها الولايات المتحدة الأمريكية التي تتصرف بدوافع اقتصادية إذ يخشى الأمريكيون من أنهم يفشلون في مسابقة الصينيون أو اللحاق بهو على الأقل، وإنما ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذه الأزمات المفتعلة، وان هناك سابقات مثل أنفلونزا الطيور حيث أكد ” فلاديمير جيربينوفسكي” أن الأمور ستهدأ خلال شهر من الان ، وان الأزمة ستنتهي قريباً .