“الحرب الدائرة لم تتوقف لحظة لأن الأموال تصرف كي تبقى الحروب مشتعلة “
الكاتب : بسام ابو شريف
أتاح دونالد ترامب بصراحته ووقاحته واسنعلائه وتحقيره لحكام العرب وأذناب الولايات المتحدة الذين ولتهم على بلاد كي ينهبوها دون حسيب أو رقيب ، أتاح فرصة لمن يجهل أولمن لايصدق ، أو لمن خدع كي يرى الحقيقة بأم عينه وكي يسمع تفاصيل خطط الأعداء لنهب بلادنا ، وتسليح بعضها لقتل البعض العربي الآخر ، وليقتل المسلم أخاه المسلم ن وكي يسمع ويرى أن الولايات المتحدة ” خلقت ” ، لتخدم الصهاينة وأن الصهاينة تحكموا بالمسيحية في بلاد الغرب وحولوها الى مسيحية صهيونية ، أي اليهودية الدموية .
ومن رأى المستوطنين يرمون الطفل الفلسطيني في بئر كي يقتل قبل أن يشب ليتصدى لهم …. تطمس في اعلامهم ومن رأى الجرائم ضد الأطفال وجرائم الحرب وتدمير البيوت على رؤوس العائلات ورآها تطمس في اعلامهم ، ومن …. ومن … لابد أن يعي أن العدو الذي تواجهه أمتنا مجرم وسفاح ، لكن ترامب أتاح للجميع فرصة استثنائية لمعرفة حكام عرب يرهنون قرارهم للصهيونية لذلك لايتورعون عن سوق شعوبهم وتسليح جيوشهم كي يقتل العربي والمسلم والمسيحي ذا الرأي المستقيم ، فماذا تريدون أكثر من هذا وضوحاواعلانا للكراهية والحقد والجريمة .
عدونا يبدأ بمن غش وخان .. يبدأ بمن حكم وتحكم لصالح الغرباء اللصوص والصهاينة المجرمين الطامعين ، لماذا يقاتل العربي الجندي الصهيوني وهو يعلم أن خنجر من حكمه ترامب بشؤون الأمة مجرم أكثر من الصهيوني الذي استعمر بلادنا ، فالحاكم الخائن الذي يدفع ثمن السلاح كي يقتل العرب والمسلمون هو أخطر من الصهيوني … هذا العدو المستعمر الواضحللجميع ، أما جواسيس اميركا الذين حكموا برقابنا فانهم حواة يستخدمون آيات الله ليقاتلوه وليذبحوا المؤمنين به والذين يستجيرون به من شرور الطغاة واللصوص ومصاصي دماء الشعوب .
من حكم حاكم البحرين بالبحرينيين ؟ ومن حكم آل سسعود بأهلنا في الجزيرة ، ومن حكم هذه العائلات على بلدان خلقوها وقسموا أرض العرب ليتقاسموا النهب والسلب ، لقد قال دونالد ترامب للجميع ان هذه ليست دولا … بل نحن خلقناها ونحن نستطيع أن نلغيها ونشطبها ؟!!
وخاطب ابن سعود الذي يريد أن يقيم دولة آل سلمان : ” لولا حمايتنا لعائلتك لما بقيتم في الحكم اسبوعين ” .
كثيرون يتصورون أن ترامب هو رئيس يختلف عن رؤساء اميركا السابقين ، أي أنهم يعتقدون أنه أكثر عدوانية وعنصرية من سابقيه ، لكن علينا أن نقول لمن لايعلم أن تعريف ” رئيس الولايات المتحدة الدقيق” ، هو : يمثل في مرحلة انتخابه مصالح مؤسسات اميركية تسعى لنهب العالم وزيادة ثرائها ولا تأبه بقتل الملايين من أبناء الشعوب المضطهدة اذا لزم الأمرلتحقيق مآربها .
رئيس الولايات المتحدة ينتخب عادة كمرشح للحزب الجمهوري ، أو كمرشح للحزب الديموقراطي ، وهذان الحزبان يمثلان كلا على حدة تجمعات صناعية واقتصادية كبرى في الولايات المتحدة ، ويسعى الحزبان لانجاح مرشحهما ” كلا على حدة ” ، خدمة لهذه الكارتلات والتجمعات الصناعية الكبرى ، وهنالك على سبيل المثال المجمع الصناعي العسكري ، وهو مجمع يضم عمالقة انتاج السلاح بكل أنواعه ومن مصلحة هذه الصناعات أن تشتعل الحروب في أكثر من مكان ( وان لزم الأمر حرب عالمية ) ، لتحقيق أرباحها ومآربها والحقائق تدل دلالة لالبس فيها أن اشعال الحروب العالمية ، وغير العالمية كانت دائما من “انجازات آل روتشيلد ” ، فقد استغلوا الحرب العالمية الاولى وأشعلوا الثانية ، ومولوا مصانع السلاح على جانبي المعركة ولدى كافة المتصارعين ، وهنالك مجمعات النفط والتكنولوجيا وسيأتي دور ” تكنولوجيا الجيل الخامس ” ، في عهد ترامب وفترة حكمه الثانية .
الحرب الدائرة لم تتوقف لحظة لأن الأموال تصرف كي تبقى الحروب مشتعلة بحيث تتمكن هذه الصناعات من جني الأرباح ، وحتى يبقي ممثلها في البيت الأبيض الولايات المتحدة أقوى قوة على وجه الأرض ، وقادرة على اتخاذ قرارات حول مستقبل الدول والعالم بشكل أحادي وانفرادي ، فهي تستخدم القوة العسكرية لاخضاع الشعوب من خلال حكام عينتهم هي وتستطيع خلعهم في أي وقت تشاء ، ولايشذ عن هذه القاعدة الا الشعوب التي قاتلت وضحت وتمكنت من طرد الاميركيين الغزاة والمستعمرين الغزاة كما حصل في فيتنام .
ولا يصدقن أحد أن الأمة العربية غير قادرة على حماية نفسها ، والحاق الهزيمة بالمستعمرين القدامى والجدد ، وقادرة على دحر الصهيونية الجديدة واليهودية الصهيونية القديمة ، لكن الأمر يحتاج الى قيادة ثورية توحد صفوف الأمة ، وتنظم هذه الصفوف وتدربها وتسلحها وتهيء لها كل مايمكن تهيئته من وسائل قتال مرير لاشك سيكون انما أكيد في تحقيق الانتصار ولابد لهذه القيادة أن تحدد بأقصى درجة من الوضوح أن أعداء أمتنا يشكلون معسكرا واسعا ومتعدد الأطراف ، ويبدأ بالوجود العسكري الاميركي في المنطقة ، وبقاعدة الامبريالية اسرائيل وأنظمة عربية خانت وتشكل خطرا داهما لابد من ازالته .
المرحلة التي نمر بها لاتتحمل أن نحاول تبسيط عوامل الصراع علينا أن نواجه ماهو واضح وظاهر ويمارس كل أنواع الجرائم على أرضنا العربية أن نطرد عملاء واشنطن من وطننا العربي الكبير هو جزء لايتجزأ من معركتنا لطرد القوات الاميركية ولفصائل محور المقاومة أدوار هامة وكل فصيل له ما يقوم به ، ومسؤولية الفصائل الفلسطينية في ظل ظروف الحصار الصهيوني وحصار الأنظمة العربية هو أن يبتكر الفلسطينيون وسائل كفاح جديدة تخرج عن المألوف وتصيب العدو مقتلا : وسائل يبتكرها ابناؤنا والحاجة أم الاختراع .
أرضنا تنبت الزيتون والنخيل وشوك الأرض لكنها تنتج أيضا حجارة تقاوم الأعداء ، وأهلها ينجبون أولادا أشداء سرعان مايتحولون الى ” جبارين ” ، وهذا ليس شعرا وحلما بل حقيقة رآها وشاهدها الجميع .
طائرات الورق حلت مكان الطائرات المسيرة ، وتحولت الى طائرات ورق حارقة ثم الى طائرات ورق قاصفة فلنجمع حلايا عقول أطفالنا ليبتكروا أسلحة بدائية لكنها متطورة كي تقض مضاجع الأعداء ، وهذا الأمر ينطبق على كل عاصمة عربية يحكمها خائن أو عميل أو مستسلم وظفه الاميركيون ليقتل شعبه ويمنع وحدة الأمة .