الجندر بين الحقيقة والواقع
مروة قحطان الدليمي
مصطلح الجندر هو كلمة اجنبية من أصل لاتيني تعني النوع الاجتماعي بين الرجل والمرأة.كما استقرت جميع الترجمات لكلمة جندر على معناه النوع الاجتماعي الذي يعني تباين الأدوار بين الرجل والمرأه في الحقوق والواجبات واللالتزامات والمسؤليات.
فعلى الصعيد الشخصي لقد جذبني هذا الموضوع واصبح لدي فضول كبير للخوض في دراسته والبحث عن معناه والهدف منه ، فمن خلال دراستي وبحثي العميق ارتأيت ان من الضروري الكتابه على هذا الموضوع لأجل إيصال المعلومه الصحيحه للكثير من الناس لان الكثير لا يعرف المعنى الحقيقي لهذا المصطلح وذالك بسبب الهجوم والرفض الذي لاقاه هذا المصطلح لان البعض اعتبره هوه نشر ثقافه غربيه في مجتمعاتنا والبعض الاخر اعتبره ترويضا للشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية.
بحث ودراسةفا اصبح لدي الكثير من التساؤلات حول الموضوع «الجندر» ، وهيهل الجندر هو فعلا ثقافه غربيه ؟ او هو فعلا ترويج للمثليه الجنسيه؟فمن خلال البحث والدراسة الذي قمت بها وجدت الكثير من الإجابات وتفسير لمعنى هذا المصطلح ،حيث يشار ان هذا المصطلح شاع استعماله في السبعينات من القرن العشرين الا انه قد ظهر في المواثيق الدولية اول مرة في مؤتمر السكان بالقاهرة عام 1994 رغم ان مفهومه لم يكن محددا ولكن في مؤتمر بكين عام 1995 أشار على أن مفهوم مصطلح الجندر يركز على المساواة بين الرجل والمرأة، وفي مؤتمر روما الخاص باانشاء المحكمة الدولية عام 1998 فقد تم التأكيد وبشكل اوضح ( ان كل تفرقه او عقاب على اساس الجندر يشكل جريمة ضد الإنسانية) .
وايضا من خلال بحثي لقد وجدت ان الخبيره في لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا ( الاسكوا ) الدكتورة هدى رزق وهي وجه اعلامي لبناني حاصلة على الماجستير في العلوم الاجتماعية والدكتوراه في العلوم السياسيه ، لقد اجابت على مثل هذه التساؤلات حيث عرفت الجندر على انه نوع اجتماعي او هو المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وليس له علاقه بالمفاهيم الجنسية والمثلية او غيرها ، حيث أن مفهوم الجنس هو دلاله على (ذكر وانثى) ،في حين مفهوم الجندر هو دلاله على الدور الاجتماعي ، اي ان الرجل والمرأه متساويان في جميع القرارات وجميع الأمور الحياتية وكما للمرأة الحق مثلها مثل شريكها الرجل في تولي المناصب السياسيه والإدارية في دوائر الدولة لانهما عماد المجتمع واساسه والمجتمع لا يقوم الا بهما لكونهما واحد مكمل للآخر.فهنا بعد ما عرفنا مفهوم مصطلح الجندر هو المساواة بين الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة مع بقاء المرأة كونها أنثى ومع بقاء الرجل كونه ذكر ولا يتكلم عن الجنس ابدا ولا له شان بذالك .وبالرغم من أن الكثير من المختصين الافاضل قد تطرقوا لهذا الموضوع اقترح على منظمات المجتمع المدني والأقسام العلمية ذات العلاقة كالاجتماع والخدمة الاجتماعية والقانون وأجهزة الإعلام في بلدنا الحبيب ان تزيد من الدراسات والاطلاع العميق لشرح المفاهيم الصحيحة لهذا الموضوع أو غيره من المواضيع الاخرى التي تتصدى لها المجتمعات الخارجية في الوقت الحاضر ومنح الفرصة للعلماء والمختصين في وطننا وهم كثر والحمد الله لدراسة هذه المفاهيم بصورتها الحقيقية وعدم طرح الأفكار بصورتها الناقصة والمشوهة الذي يخلق لنا ارباك في مجتمعاتنا.