الجشع البشري المفرط جعل الطبيعة تتمرد منتقمة بصواعق و إعصار وحرائق
بقلم مهدي قاسم
ذات مرة كتبتُ ما معناه :ــ أن أخطر المخلوقات على الأرض إطلاقا هو الإنسان عموما ، وخاصة هم أولئك البشر الجشعين الذين لا يشبعون لا من عسل سلطة ولا من سطوة نفوذ و لا من تراكم مال وفير و غزير..فأفرطوا في طعن الطبيعة برمال طمعهم غير المحدودة وجعلوها جرداء متشققة قفارا ، كرأس صلعاء بالكامل ، و ذلك من كثرة إبادة و تجريف غابات كبيرة وكثيفة ، سوية مع تجفيف مساحات اخضرار واسعة من حقول واجمات بملايين هكتارات ، بتواز مع تلويث هواء الفضاء بأدخنة ملايين معامل ومصانع ، فضلا عن نفايات متراكمة ، متكومة من ملايين أطنان من أكياس و خرق و أوراق ــ وأغلبها لاستعمال واحد فقط !! ..فضلا عن مليارات أخرى من علب و قنان ِوزجاجاتِ لمشروبات غازية وكحولية ..هنا أسأل ما حاجة الإنسان إلى مئات أنواع من مشروبات غازية و كحولية ؟..فلماذا لا يكفي نوعان أو ثلاثة فقط ؟ ..لذا فم لم تنج لا أرض يابسة و لا قيعان أنهر و بحار ومحيطات من هذا الزحف التلويثي والتدميري الكاسح والشنيع ، وقد نُفقت من جراء كل ذلك ــ سنويا ــ ليست ملايين أطنان من أسماك فقط ، إنما كميات كبيرة من أسماك قرش و حيتان أيضا وهي بجثث أحجام فيلة مقذوفة إلى سواحل البحر بفعل الموجات المندفعة ..حسنا ………..فها هي الطبيعة الغاضبة والساخطة تثور وتنتقم من هذا الإنسان الجشع والطمّاع بقوة صواعقها و إعصارها الجبارة وحرائقها الهائلة ..فمن هنا هذه الحرائق الجبارة المندلعة بألسنتها الواصلة حتى عنان السماء في عمق غابات وأطراف مدن مناطق من بلدان وأمصار عديدة .هذا .. دون أن نذكر متحورات الجائحة المتواصلة بين أسبوع و آخر ، وهي تحصد ضحاياها يوميا ، من كل أعمار وأجناس ..بالرغم كل ذلك فهل تعلم هذا الإنسان الأناني الطمّاع ولا المبالي درسا من تنبيه الطبيعة و تحذيرها مرارا ؟.,طبعا لا …و لعل من سخرية القدر أن تحافظ الحيوانات والحشرات على جمال الطبيعة وتساهم في ديمومتها و ازدهارها مقابل نزعة الإنسان المتواصلة في تدمير وتخريب الطبيعة لتحويلها قفارا و يبابا ..