الجرعة الثالثة..حاجة أم ترف؟
الجرعة الثالثة..حاجة أم ترف؟د. فاتح عبدالسلام
قرّرت الولايات المتحدة تقديم الجرعة الثالثة لتعزيز المناعة ضد فيروس كورونا في العشرين من الشهر التاسع، وقبلها باشرت إسرائيل بالتلقيح الثالث. لكن منظمة الصحة العالمية لا تشجع على الجرعة الثالثة قبل ان يستوفي العالم لاسيما في دولهِ الفقيرة الجرعتين الاساسيتين، كما لا توجد حملة إعلامية علمية كالتي صاحبت انطلاق التلقيح، ولايزال كثير من الناس حائرين إزاء الجرعة الثالثة، إلا إذا أصبحت أمراً واقعاً مفروضاً. الاعلام الطبي ضروري كثيراً، وهو لا ينفصل عن الوسائل التقليدية في الاعلام العام، برغم ما فيه من خصوصية وسياقات ينبغي توافرها وتركيزها لكي تصل المعلومات الضرورية بإقناع الى الفئات الأقل تعليماً وثقافة وحظاً في الحياة. من هنا بات الاعلام المتخصص بالشأن الصحي يرتبط بالسياسات العامة للدول، عند تعلق الامر بالإجراءات الخاصة بالسفر والإقامة والتنقل ومواقف السلامة العامة. غير انّ الاعلام الصحي لا يجد له وسائل وسياقات عمل حقيقية إلا في الدول الكبرى التي تربطه بتعافي وضعها الاقتصادي، وهو الهم الأكبر لها في ظل ازمة هذا الفيروس اللعين. في الدول العربية، نشط بعض الأطباء على وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب، وقدموا تسجيلات فيديو فيها نصائح لمواجهة الفيروس والوقاية منه، ومن ثم انزلق أطباء هنا وهناك في مستنقعات الاخبار المضللة ونظريات المؤامرة الشائعة. وتوقف الامر الى هذا الحد، امام ضعف أجهزة الاعلام الحكومية في البلدان العربية من مواجهة الناس بحقائق الواقع، ولا تزال الاحصائيات التي تبثها فضائيات عربية غي دقيقة وتجانب الواقع المزري، لكن القائمين على السياسات هناك يعطون الانطباع بأنّ بلدانهم محصنة من دون لقاح وانَّ الإصابات طفيفة وغير مؤثرة، فيما تكاد دول كبرى تنهار مجتمعاتها واقتصاداتها من شدة عصف الجائحة. الجرعة الثالثة لا تحظى بدعم من الاعلام لكشف حقيقة الحاجة اليها صحياً او قانونياً في كثير من الدول.