الجديد.. في الاتفاق الجديدد.
فاتح عبدالسلام
في الأساس، لم تقم القوات الامريكية في العراق بأية مهام قتالية بعد تحرير المدن من تنظيم داعش، وان قواتها البالغة الان ألفين وخمسمائة جندي كانت تمارس دورا استشارياً واستخبارياً في قواعد عراقية، ولم تقم بالانتشار ومسك الأرض واقتحام مناطق ومساكن كما كانت تفعل في أيام الاحتلال الأمريكي الرسمي حتى العام ٢٠١١ من دون ان تنبس ببنت شفة تلك الحكومات الذليلة في بغداد.. يمكننا أن نقرأ، انّ الاتفاق العراقي الأمريكي الأخير ينص على تكريس الوجود الأمريكي في البلاد لغايات الاستخبارات والدعم التدريبي والاستشارات وتوكيد ان القواعد التي يمكث بها الامريكان هي عراقية وتخضع للقوانين المحلية. وهو دور قديم يجري منذ عقد كامل، فما الذي تغير؟ فقرة انتهاء المهمات القتالية مع نهاية العام الحالي هي الجديدة، وهذه لاتسر ولا تغني ولا قيمة لها في موازن الأمور ، ذلك ان الوضع القتالي سيبقى مثل الان هو الدفاع عن النفس ، وان الامريكان تحاشوا في السنوات الأخيرة ان تنطلق عملياتهم الجوية من قواعد عراقية عند ضرب مقار للمليشيات بين العراق وسوريا او عند اغتيال الجنرال الإيراني سليماني في بغداد ، وهذا الدور الأمريكي لا يمكن أن يخضع لاطار اتفاق مع العراق لأنه جزء من سياسة النفوذ الدولي التي تسير عليها واشنطن في المنطقة ومرتبطة بتطورات إقليمية. الجديد في كل الذي يجري هو تثبيت الوجد الأمريكي وتقنينه في العراق بحسب وظائفية محددة فيما تخص الشأن العراقي. ولا أظن انَّ الامريكان أنفسهم بحاجة الى أكثر من دور استخباري واستشاري في العراق، بعد ان عقدوا اتفاقيات استراتيجية مع دول في المنطقة تسمح لهم بنقل قوات واسلحة ومناورات من دون موافقات مسبقة. في ضوء ذلك كله، لا شيء سيبقى على حاله أبداً، عند مغادرة هذه الحكومة بعد الانتخابات، بالرغم من ان كل الذي يجري اليوم يوحي بأن هناك تجديداً من نوع ما في الأفق .