الثقافة الإلكترونية وإنعكاسها على الحياة الأسرية
غزوان المؤنس
في ظل وجود التسارع في تكنولوجيا الاتصال في العالم، كان لابد من وجود ثقافة الكترونية لدى المجتمع، لمعرفة اهمية التكنولوجيا الحديثة من جهه وللتعرف على مخاطر وسلبيات التكنولوجيا على المجتمع خصوصا المجتمعات العربية من جهة اخرى.ان ظهور شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة بهذه الفوضى الرقابية لدى المجتمعات العربية، جعلت الاسر تقع في مطبات كثيرة امام هذا الانفتاح التكنولوجي.اصبح الابتزاز الالكتروني مورد مادي لضعاف النفوس من خلال استغلال الجهل الالكتروني لبعض الفتيات لكسب الاموال مقابل عدم الكشف عن (الصور_الفيديو) ونشرها على السوشل ميديا، اضافة الى المساومات غير الاخلاقية لدى هؤلاء.هذا الامر لا يختصر على الفتيات فقط، بل تعدى ذلك من خلال انتشار ظاهرة ابتزاز الرجال، حيث اصبح الرجال ضحية ابتزاز النساء ايضا، فنشاهد فتيات بعمر الورود تقوم بعلاقة غير شرعية مع رجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من اجل الابتزاز وكسب الاموال مقابل عدم نشر مضمون العلاقة للجهور.هذه الامور وغيرها انعكست على الحياة الاسرية بشكل كبير حتى وصل الامر الى القتل والانتحار في بعض الحالات، والسبب يعود الى الجهل الالكتروني لدى هؤلاء.وهنالك من يتساءل لماذا انتشرت هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة في العراق، السبب يعود الى الحرمان الالكتروني الذي عاشه العراق طيلة الاعوام الماضية، هذا الامر جعل البعض متعطش الى رؤية هذا العالم الالكتروني.انفتاح فوضويوبعد انفتاح العراق الفوضوي على العالم الخارجي، وانهيار المؤسسات الرقابية، حول البعض الى اناس تستخدم كل شيء بشكل خاطئ، اضافة الى الترويج الى هذه الحالات على شبكات التواصل الاجتماعي مع وجودة فجوة كبيرة في داخل الاسر العراقية، وانعدام الثقافة الالكترونية والاستخدام الخاطئ والرغبات غير المشروعة، وكذلك التعطش الجنسي.مما يتوجب الاعتراف بخطورة هذا الموضوع وانعكاسه على الاسرة بشكل كبير ويتطلب الوقوف بشكل جدي امام هذا الوباء الالكتروني.دور الاسرة لابد ان يكون فعال لتقليل الفجوة بين رب الاسرة والابناء من خلال الحديث عن هذه المخاطر الالكترونية والتسلح بالثقافة الالكترونية لعدم الوقوع في شباك ضعاف النفوس من خلال الحديث المباشر مع الابناء دون وضع خطوط في حديثهم لإيصال المعلومة بشكل مباشر، وكذلك على المجتمع برمته ان يتحلى بالثقافة الالكترونية، وان لا تقع الرجال في مصيدة الفتيات الافتراضيات.اما دور المدرسة والجامعات والمنابر ومنظمات المجتمع المدني ايضا يقع على عاتقها تثقيف الجمهور ازاء التكنولوجيا الجديدة. اما وسائل الاعلام فهي الاخرى عليها ان تثقف الجمهور وتبين له مخاطر الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الجديدة وتبتعد عن نشر الحالات التي امست تساعد ضعاف النفوس في كيفية جذب زبائنهم بطرق متعددة، وان لا يستغل طرح هذا الموضوع من اجل الشهرة وجذب اكبر عدد من المشاهدات، لكون وظيفة الاعلام هو التثقيف وليس الترهيب.ان الوصول الى الثقافة الإلكترونية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل صحيح داخل المجتمع والاسرة، سوف نتخلص من المشاكل التي امست تهدد حياة الاسر، ويصبح لدينا مجتمع مسلح بسلاح الثقافة الالكترونية لا يقع في شباك ضعفاء النفوس، وكذلك يصبح لدينا مجتمع قادر على استخدام التكنلوجيا في شتى المجالات العلمية للاستفادة منها بشكل كبير بعيدا عن التسلية والضحك الافتراضي.