التواجد الاميركي بالعراق.. جولات متواصلة من الحوار وجدل بشأن موعد تنفيذ الاتفاقيات المبرمة
مع كل جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين الحكومتين العراقية والاميركية، والتي عقدت آخرها، اليوم السبت، تبدأ ردود الافعال السياسية والنيابية بالتصاعد، في مسارين متوازيين احدهما يطالب الحكومة بالإسراع بحسم ملف انهاء تواجد القوات الاميركية داخل البلاد، فيما تدعو أطرافا أخرى لفسح المجال أمام حكومة الكاظمي، لتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي مع الاميركان.
الاجتماع الذي عقد اليوم بين اللجنة العسكرية التقنية العراقية، برئاسة نائب قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير الشمري، ونظيرتها الأميركية برئاسة قائد قوات عمليات العزم الصلب في العراق الفريق بول كالفرت، في بغداد، شهد بحث ومناقشة ما تم التوصل اليه من قبل العراق والولايات المتحدة، بشأن اتفاق تحويل دور القوات الأميركية إلى المهمات التدريبية، وإخراج القوات القتالية من البلاد، خلال الاجتماع الماضي في نيسان 2021.
قيادة العمليات المشتركة، اوردت في بيان لها اليوم أن “الجانب الأميركي جدد تأكيده، خلال اجتماع اللجان المشتركة على احترامه للسيادة العراقية، وأن التحالف الدولي بقيادة اميركا موجود بالعراق، بطلب من الحكومة العراقية لتقديم المشورة والدعم والتمكين بإلحاق الهزيمة الكاملة لتنظيم داعش الارهابي.
الى ذلك تم الاتفاق على إطار عمل للجلسات المقبلة لمناقشة العلاقة الأمنية على المدى الطويل بين دولتين تتمتعان بالسيادة الكاملة، كما اتفقا على خطة عمل لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وأن تنجز الخطة خلال جلسة المحادثات المقبلة التي ستعقد في بغداد أو واشنطن، في تموز أو آب المقبلين، كما أن هناك آليات وتوقيتات محددة سوف تتضمن إعادة نشر القوات القتالية للتحالف الدولي خارج العراق، بحسب قيادة العمليات المشتركة.
من جهة أخرى تصر بعض القوى العراقية السياسية، والفصائل المنضوية ضمن الحشد الشعبي، على إخراج القوات الأميركية من العراق، مطالبة بجدول زمني ثابت لتنفيذ هذا الامر.
مصدر في إحدى الفصائل أكد خلال في حديث تابعته (الاولى نيوز)، أنه “يجب أن يتم وضع جدول زمني ثابت وواضح لخروج القوات الأجنبية من العراق، تأكيدا لقرار البرلمان العراقي، وتصديقا لنتائج الحوار بين بغداد و واشنطن.
واضاف المصدر، ان “الاجراءات والخطوات التي تقوم بها الحكومة الحالية، غير منسجمة مع قرار مجلس النواب القاضي مع اخراج تلك القوات، وتشوبها العديد من القضايا الخفية وغير المعلنة”، على حد قوله.
ويبدو أن الجدل سيبقى مستمرا بين طرفي المعادلة، حيث تشكك القوى السياسية الممثلة لأغلب قوى كتلة تحالف الفتح النيابية، وفصائل المقاومة بصدق نوايا الحكومة العراقية إزاء إخراج القوات الأميركية، فيما ابدت بعض القوى السياسية الأخرى المساندة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، كالحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف عراقيون، وتحالف عزم، وبعض القوى “السنية”، رفضها لأي خطوات للانسحاب الأميركي من البلاد.