التفائل يسيطر على الاسواق العالمية
تلقت الأسواق دفعة إيجابية في الاتجاه الصاعد تجلت في أداء أسواق الأسهم الأمريكية الاثنين في مستهل تعاملات أسبوع التداول الجاري.
وكانت مصادر الدعم متعددة في أسواق المال، مما أدى إلى إغلاق إيجابي للأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة المتداولة في أسواق المال العالمية على حساب الدولار الأمريكي الذي كان الخاسر الأكبر في سباق الأسواق مع بداية أسبوع جديد.
وظهرت توقعات لدى المستثمرين في أسواق المال بأن البنوك المركزية سوف تستمر لوقت طويل في برامج الإقراض وغيرها من الإجراءات التي تتضمن تعزيز السيولة في الأسواق والتحفيز المالي للاقتصادات الرئيسية، وهي التوقعات التي كان مصدرها التصريحات والإجراءات التي ظهرت في الفترة الأخيرة من مصادر رسمية على مستوى النقد والاقتصاد.
وكان العامل الثاني وراء ارتفاع أصول المخاطرة هو التفاؤل الذي يستمر في الدفع بالأسواق في الاتجاه الصاعد منذ ظهور الدفعة الأخيرة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ألقت الضوء على تحسن في أداء سوق العمل الأمريكية، وهي البيانات التي كشفت الجمعة الماضية عن إضافة ملايين الوظائف إلى الاقتصاد الأمريكي للمرة الأولى في عدة أشهر ارتفع خلالها معدل إلغاء الوظائف ليتجاوز عددة الوظائف التي خسرها أكبر اقتصادات العالم 22 مليون وظيفة في أشهر قليلة.
وأضافت الأنباء التي وردت إلى الأسواق من نيوزلندا التي أعلنت نجاحها رسميا في القضاء على فيروس كورونا وأنها تستعد لتنفيذ خطط لاستئناف النشاط الاقتصادي في وقت قريب.وظهرت بيانات التوظيف الأمريكية الجمعة حاملة بشرى إلى المستثمرين في أسواق المال مع أول إضافة إلى سوق العمل الأمريكية في عدة أشهر، والتي بلغت حوالي 2.5 مليون وظيفة في مايو الماضي.وانهال المستثمرون على شراء أصول المخاطرة، أبرزها الأسهم العالمية مستندين إلى توقعات بأن توقف إلغاء الوظائف لدى أكبر اقتصادات العالم يُعد إعلانا لأن الأسوأ من أزمة فيروس كورونا قد انتهى في إبريل الماضي، وهي التوقعات التي كانت تظهر على استحياء من حين لآخر وترفع الأسهم العالمية خلال الفترة الأخيرة.وكانت هذه التكهنات بأن المرحلة الأكثر ظلمة من الأزمة الصحية العالمية قد انتهت مجرد عامل ثانوي يرفع الأسواق لبعض الوقت ولا يقوى على حملها أثناء رحلة الصعود في أوقات أخرى.لكن التحسن في القراءات الصادرة على مدار يومي الخميس الماضي واليوم الأخير من تعاملات الأسبوع المنتهي في الخامس من يونيو كان من من أهم المحفزات التي دفعت بالمتداولين في أسواق المال إلى الإقبال على تحويل تلك التكهنات إلى توقعات وتقديرات اعقتدوا في صحتها إلى درجة تقترب من اليقين، مما أدى إلى تبدد الشكوك التي ظهرت في الفترة الماضية في أن الأزمة أكبر من قدرات الاقتصادات العالمية.
وبتحسن البيانات على صعيد قطاع الخدمات وسوق العمل في الولايات المتحدة، يرجح أن هذه التوقعات قد تزداد قوة، مما يبدد انعدام اليقين الذي يسيطر على المشهد في الأسواق العالمية ويدعم تحركات الأسهم العالمية. وانكمش النشاط الاقتصادي في قطاع الخدمات في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي في مايو الماضي، لكنه تراجع أقل حدة من التدهور الذي شهده الشهر السابق.وسجل مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات إلى 45.4 في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 41.8، وهو ما جاء أفضل من توقعات السوق التي اشارت إلى 44 نقطة.وكشفت تفاصيل أخرى للمؤشر عن ارتفاع مكوني الطلبات الجديدة والتوظيف في المؤشر إلى 41.9 نقطة من 32.9 نقطة و31.8 نقطة من 30 نقطة على الترتيب.وصرح أنتوني نيفيس، رئيس لجنة مسح الأعمال غير التصنيعية بمعهد إدارة التوريدات “لا يزال المستجيبون قلقين بشأن التأثير المستمر للفيروس التاجي”. بالإضافة إلى ذلك، تأمل وتخطط العديد من الشركات المعنية بالمستجوبين لاستئناف العمل”.وارتفعت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في مايو الماضي إلى 2.505 مليون وظيفة مقابل القراءة المسجلة في الشهر السابق التي سجلت هبوطا في معدل التوظيف في 20.687- مليون وظيفة، مما يشير إلى تحسن كبير مقارنة بأكثر من 20 مليون وظيفة خسرها الاقتصاد الأمريكي في إبريل الماضي.كما تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة في مايو الماضي إلى 13.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 14.7%، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى 19.8%.وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الجمعة في الاتجاه الصاعد بدفعة من التفاؤل حيال المسار المستقبلي للاقتصاد أثناء سيره في طريق التعافي من أزمة انتشار وباء كورونا، وذلك بعد إضافة سوق العمل الأمريكي 2.5 مليون وظيفة في مايو الماضي.
الأولى نيوز _متابعة