التعليم العالي..لا يعني أحداً
د. فاتح عبدالسلام
التصنيفات الدولية التي تظهر الجامعات العراقية خارج الخط العلمي المقبول للعمل الأكاديمي، فلا اسم لجامعة عراقية يرد في ذيل القائمة، حتى في حال تعداد اربعمائة جامعة في العالم، انما هي ظاهرة ابعد من تردي التعليم العالي في العراق وتمتد الى شلل في التفكير السياسي لمَن يتسلم حكم البلد في هذه السنوات الثماني عشرة الأخيرة. لا أحد يتوقف لدراسة أسباب هذا التراجع في مستوى التعليم والانفتاح على جامعات العالم لمعرفة ما هي عناصر التفوق وكيف السبيل الى محاكاتها والتعلم منها. اعرف انّ هناك ظواهر سيئة، يندى لها جبين العراقيين خجلاً، في بيع الشهادات في إيران ولبنان بالجملة لعراقيين اغلبهم من سياسيين وحواشيهم يعودون بها الى البلد المنهك ليتقلدوا بواسطتها المناصب. لكن في المقابل لا يزال في البلد وزارة للتعليم العالي، ومعها جامعات اعمارها تجاوزت نصف قرن ومن الممكن أن نستخرج بعض ما بقي من كفاءات وبالتشاور مع الكفاءات العراقية المهاجرة للوقوف على اصل المعضلة وليس المشكلة، والتفكير بإيجاد حلول لإعادة مسار الجامعات الى الطريق الصحيح. ألا يفكر مسؤول عراقي واحد بأسباب هذا التردي في قطاع حيوي يقوم عليه نمو المجتمع كله وهياكله الصناعية، والزراعية، والعلمية، والطبية؟ الى متى يبقى النظر الى وزارة استراتيجية في تخطيط أي بلد على انها مجرد اقطاعية لحزب يأتي وحزب يذهب؟ لا اريد الحديث عن الجامعات الاهلية هنا، حيث مستواها في التردي اكبر بكثير من الجامعات الحكومية، فلذلك مجال تفيلي آخر ، لكن هناك أسماء كبيرة لجامعات كانت معروفة بمن تضخّه لنيل الشهادات العليا في ارقى جامعات العلم ، وكان الامريكان والبريطانيون والفرنسيون قد تعرفوا على ذكاء العقل العراقي من خلال البعثات العلمية في العقود الماضية ، وكان هؤلاء الطلبة مفتاح علاقات مع جامعات عريقة اهتمت بالمعطى العلمي للعراقيين. ما الذي حصل اليوم؟ ومتى تكون الوقفة النقدية البناءة لمواجهة التداعيات التي تزداد يوماً بعد آخر .