التسيب المدرسي
حسين الذكر
لا نحتاج الى مزيد من الحكم والمواعظ والفلسفات والاحاديث الحاثة على العلم والتعلم والتربية، كما لا ينبغي ان ننظر الى الحضارة الإنسانية الا من خلال منظار التربية والتعليم، فالامة المتعلمة المتربية على أسس وقيم أخلاقية واضحة، يمكن لها ان تفتخر وتحمي نفسها بنفسها. فضلا عن قدرتها على حفظ الخط الحضاري البياني المتصاعد الذي لا ينحني الا بانحدار القيم الأخلاقية والمستوى العلمي. ولا يعد ذلك من مصائب قوم وان بدت فوائد عند اخرين.المتتبع لخط التعليم العراقي الذي كان يفتخر ويعتد ويعترف به عربيا وعالميا، حتى غدا في الستينات والسبعينات وحتى في الثمانينات برغم مواجع الحرب الثمانينية. الا انه ظل على مستواه المعهود محافظا على هيبته ومقامه ومنزلته، بفضل مركزية الدولة ورموز التعليم من أجيال سبق لها ان ورثت الحرص المهني والحس الوطني. من اسلاف تعلموا ان الأوطان تبنى والقيم تستدام من خلال التربية والتعليم حصرا، فلا يمكن لثقافة مستوردة تكون بديلا عن الأصل والجذر التعليمي المولود من رحم الامة.برغم ما نعانيه وبلغه الخط البياني وباعتراف الجميع بهذه المصيبة التي تعد واحدة من حال العراقيين متعدد المواجع، الا ان جائحة كوورونا زادت المواجع وضربت ملف التعليم الابتدائي والعالي بالصميم، ما تطلب من الوزارات المعنية وبقية المؤسسات والملاكات تبذل جهود جبارة خلال سنتين خلت وقد ادوا ما عليهم قدر المستطاع، الا ان واقع الحال ينبئ بالكثير في الموسم المقبل الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام يجب ان تنهض بها الدولة، بالرغم من مسؤولياتها، فالنظام الابتدائي هو الأساس وعلى الاخوة المعنيين اخذ ذلك بنظر الاعتبار والسماح لكل الراغبين بالدراسة والدوام ممن تعطلوا او رسبوا او تسيبوا لظروف امنية او صحية، أن يعودوا ولو برسم مادي معين رمزي يكون كفارة لهم. على أن يساعدوهم للعودة لمضمار العلم وعدم التسيب اكثر والضياع، فقد لاحظنا أن هناك اعدادا لا يستهان بها من الطلبة صغارا وكبارا، قد اجبروا على ترك مقاعد الدراسة لظروف قاهرة متنوعة.نأمل أن يسمح لهم بالعودة الى مقاعدهم الدراسية والإفادة منهم كأجيال يستحقون التعلم والتربية والمساهمة في تصحيح الأوضاع العامة للبلد، لا سيما في قطاع التربية والتعليم. والله ولي التوفيق.