التحالفات السريعة اضطرارية وظرفية
فاتح عبدالسلام
كشفت التجارب السابقة في العقدين الأخيرين عن انّ التقاربات السريعة والمفاجئة بين القوى في المشهد العراقي، تكون في الغالب تحت ضغوط الظروف الوقتية، ومن ثمّ تحيل الى ألغام مؤجلة التفجير، وطالما كانت سريعة الانفجار أيضاً
.من هنا يجب ان توضع جميع التحالفات الجديدة عقب انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية في منظار من التعاطي الواقعي الذي يحاكي إمكانات القوى وتطلعاتها وارتباطاتها الخارجية قبل الداخلية.التحالفات الجديدة حتمية وظرفية لأنها الطريق الوحيد لإنتاج حكومة جديدة والمجيء بالاستحقاقات الرئاسية، ولا توجد روابط اعمق من ذلك أو صلات تتصل بنظرات استراتيجية تضع العراق كله في ميزان أي تحالف ، ليس من أجل عبور عتبة استحقاق الرئاستين، وانّما من أجل استقرار الوضع العراقي، ينبغي ان تكون التعددية السياسية شاملة للعراق كله بكل توجهاته، وان تكون التعددية حقيقية تفضي الى تداول السلطة وليس تكريسها طائفياً بما يفقد اية انتخابات مزمع إجراؤها في المستقبل من أهدافها التي ربّما يتطلع اليها العراقيون بعد النكسات والاحباطات.ما يشغل الأطراف الرئيسية في المشهد السياسي هو كيفية إيجاد آلية للضمانات تقي الالتزامات المقطوعة بين المتحاورين والمتحالفين من الضياع والتبديد والاندثار تحت وقع أزمات عديدة
. في المعطيات الموجودة نرى انَّ من شبه المستحيل تقديم تعهدات قابلة للتنفيذ الكامل للتحالفات الجديدة المشتركة في انتاج الحكومة المقبلة ذلك انَّ عوامل التغيير والتقلبات في الوضع العراقي تكون غالبة ومهيمنة، ولأسباب خارجية أو داخلية، لا فرق. كما ان الحكومة المقبلة ستواجه استحقاق مرحلة جديدة في محيط العراق بفعل الملفات الساخنة المفتوحة، وهذا لا يتيح للحكم في بغداد الانصات الى تعهدات ما قبل اعلان الحكومة.
كما كانت العادة. ما دامت الأمور تجري في سياق التوافقات القديمة فإنّ ذلك يعني أنّ مسارات النكث بالتعهدات لا تزال دروبا مطروقة وسالكة وسيفيد منها جميع المشتركين في توافقات المشهد.لا احد يرى حتى الآن، نقطة في رأس السطر ، وبداية سطر جديد.