البلادة السياسية
محمد حمزة الجبوري
لاريب أن البلادة عكس التفوق ونقيض النشاط واليقظة ,فأن كانت القوى السياسية المتربعة على العرش السياسي والمتسمرة في أروقة صنع القرار تدعي تفوقها على الأنظمة السياسية الإستبدادية في المنطقة ,وأنها الرائدة في مجال حرية التعبير وهي التي جلبت الديمقراطية “المسلفنة” للعراق ,لماذا أذن لم تجلب هذه القوى الصالحة معها التطور العلمي والتقدم الإقتصادي لبلدها أن كانت تستشعر أهميته “الكونية” ؟؟ نكاد نصاب بالدوار فبأي لغة نتكلم مع شعبنا الحبيب حتى يفيق من سباته ويعي ما يدور حوله من تآمر وخداع وجر إلى أتون الفقر المخيفة ؟؟ أيها الأحرار الحاملون لعبق الحضارة التليد فبأي القرائن والأدلة توقنون ,أم لازالتم في صالات “التخدير الديني” ماكثون ,,أم لأيامكم وسنيكم العصيبة غير مكترثون ؟؟؟ لا مناص من الثورة لإجتثاث الفساد المستشري ,وطي صفحات العوز والتشرد ,الا يعرف ما يسمى بالقادة السياسيين أنهم ليسوا في رحلة استجمام ومتعة ,بل أنهم في مهمة بناء “وطن” أردته الحروب الغبية صريعاً , وطن مزقته الأحزاب المستجلبة أرباً أرباً بحراب الطائفية ونبال القومية ؟؟ وهل يعلم المخدرون أن نسب الفقر والمجاعة لازالت في تصاعد مستمر وسط صمت سياسي مريب؟؟؟ ما نخشاه قدوم “انتفاضة جياع” جارفة تحرق الأخضر واليابس ولات حين مندم .أن كان هؤلاء الساسة يشعرون أنهم لازالوا في فترة البلادة ومحطات استراحة العقل ,وأن عقولهم لا تمت للذكاء السياسي بصلة ,وعاجزة عن تدبير الشأن العام ,وأنها غير قادرة على إنتاج الأفكار المنطقية الموضوعية القادرة على انتشال البلاد من أزماته العاصفة المتناسلة ,وبأنهم غير قادرين على إنجاز المهمة لماذا لا يخرجون من الساحة السياسية ويراقبوا عن كثب ما ستفعله “القوى العاقلة” الحاملة للمشروع الحقيقي الداعي لبناء دولة عصرية “عابرة للأديان” خالية من اللصوصية والفكر المتحجر الذي لا يؤمن بالتعددية السياسية والدينية, فالسياسة الواعية المدركة لكنه العمل السياسي الرصين تعني “التعقل والرزانة وسعة الأفق” , وعكسها “البلادة السياسية” المعبدة لسبل الفساد التام التي تؤطر تفكير الكثير من سياسي “المناسف” والفنادق والقصور الفارهة التي لا تطؤها كما هو ديدنها في كل الأزمنة الا أقدام المستبدين , فالقصر لا يقبل الا المترفين ,والصفيح أعد خصيصاً للمعذبين ,وشتان بين سكان القصر وسكان الصفيح .