البشاعة في القصف التركي والمداخلات!
رائد عمر
من الملاحظ أنّ عملية القصف التركي الأخيرة على فوجٍ من السواح القادمين من بغداد والمحافظات الى مصايف قضاء دهوك , قد جاءت وجرى تنفيذها بعد انتهاء قمة طهران التي حضرها الرئيس التركي مع نظيره الروسي , لماذا هذا التوقيت تحديدا ؟ ولماذا لم ينتظروا بضعة ايامٍ اخريات ليشرعوا بهذا العدوان , كيما يتلاشى تأثير تلك القمة رويداً , ولا يتاح للمراقبين وللإعلام الربط المفترض في احتمالاتٍ ما لعلاقة ذلك بين القصف الأخير وبين الأجتماعات المغلقة للرؤساء الثلاث او بعضهم .!القصف التركي جرى تنفيذه بالمدفعية , والمدفعية لا تباشر بعملية القصف إلاّ بأستلام معلومات واحداثياتٍ دقيقة من قِبَل ضباط الرصد الذين يتواجدون في نقاطٍ قريبة الى حدٍ ما من الهدف , وبحيث يمكن رؤيته بالعين المجرّدة او الناظور , بالإضافة الى وجود عدة قواعد عسكرية تركية في شمال العراق , بجانب أنّ رجال الأستخبارات التركية ينتشرون في المنطقة الشمالية للعراق او عموم كردستان , وفيهم بعض من اكراد تركيا ” المتعاونين مع المخابرات التركية ” الذين بمقدورهم التحرّك في تلك المنطقة , دون ان تكشفهم قوات الأمن ” الأسايش ” , وهل يمكن قبول كلّ ما هو ضدّ ذلك من مبرراتٍ او مسوّغات .!ثُمَّ , الشكوى التي رفعتها الخارجية العراقية الى مجلس الأمن حول هذا القصف على المدنيين العراقيين , بجانب استدعائها للسفير التركي في بغداد , فكلّ ذلك لا يقدّم ولا يؤخّر وكأنّ شيئاً لم يكن !
وسوف ينصهر الحدث حتى حدوثِ قصفٍ آخر , وبالطبع فمجلس الأمن لا يمتلك من الصلاحيات والإجراءات العملية بما يوقف ويمنع به السلطات التركية في قصفها لمواقعٍ عراقية في كردستان , وكان الأجدر بالحكومة العراقية < على الأقلّ > أن ترسل ” وعلى الفور ” كلا وزيري الخارجية والدفاع الى أنقرة لبحث التفاصيل الدقيقة حول قصف المدفعية التركية واستشهاد 11 قتيلاً واصابة قتيلاً واصابة 33 من الجرحى , ونعيد ونؤكّد أنّ ذلك ” على الأقل ” .! .
حيث من المرجّح أن تتخذ الحكومة العراقية مواقف واجراءاتٍ اخرى أشدّ , وسيما وسطَ ردودِ افعالٍ ساخنة جماهيرياً ومن احزابٍ سياسيةٍ ايضاً , ويصعب التنبؤ ” نسبياً ! ” بمثل هذه الإجراءات المتضادة , او ممّا لا يسمح به الإعلام للتطرّ المسبق بشأنه .!خلال أقلّ من ال 24 ساعة الماضية , جرى إنزال العلَم التركي من المراكز والمكاتب التركية التي تصدر سمات الدخول في كلتا محافظتي النجف وكربلاء , وبطريقة سلميةٍ تخلو من العنف , وفي هاتين المحافظتين تحديداً فذلك له ما له من دلالاتٍ تدركها السلطات التركية , وقد اعقب ذلك مؤخرا بإنزال العلم التركي من السفارة في بغداد وقد بلغ التفاعل الجماهيري المتدفق الى حدٍ وصلَ الى حدّ إنزال العلَم التركي من مقبرة الجنود الأتراك في محافظة واسط – الكوت , الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى .! , وإنّ الإنفعال في التفاعلات الوطنية قد يبلغ الى اكثر من ذلك ايضاً , لكنّ الأمر يتعلّق بموقف حكومة السيد الكاظمي بما قد تتخذه من ردود افعالٍ عمليةٍ فاعلةٍ وخصوصاً لما تتعرّض له من ضغوطاتٍ الأحزاب والجمهور وبما يشكّل قاسماً مشتركاً اعظم واضخم .!نفي الحكومة التركية ” عبر بيانها المصاغ بطريقةٍ إنشائيةٍ – أدبيةٍ وعاطفية ” عن علاقتها بالقصف المدفعي الأخير , وتحميل مسؤوليته الى ال Pkk – حزب العمال التركي – الكردستاني , فقد أجابت عنه السلطات الكردية الرسمية في كردستان بأن قواتها الأمنية المسماة ب ” الأسايش ” بأنّها تؤمّن أمن المصايف السياحية دون وصول ايٍّ من ال PKK الى تلك المناطق , والتي هي من مصلحة الأقليم بالدرجة الأولى وغير ذلك ايضاً .!ودونما تفاصيلٍ اكثر في هذا الصدد وسواه , فالأمر او التصدّي ” عراقياً ” للإعتداء التركي الأخير , فإنّه مرشّح للتصعيد , ولتصعيد التصعيد , والى درجةٍ أشدّ ممّا قد تتخذه حكومة الكاظمي , ولذلك أبعاد اخرى لا مجال للتسرّع بكتابتها لحدّ الآن قبل وقوعها .!