slideتقارير وتحقيقات
البرزاني قاد الكرد الى كارثة
الاولى نيوز / بغداد
تحرك الجيش العراقي لمدينة كركوك الغنية بالنفط، امام انسحاب لقوات البيشمركة الكردية، بعد أن عمد الاكراد على تعزيز المدينة بنحو 25 الف كردي. الاكراد العراقيون لم يكتفوا بمكاسبهم الضخمة وغير المتناسبة على مر السنين، إلا أن الواقع يشير الى تبخر ذلك كله بسبب جشع قادتهم.
وفرض دستور العراق على العرب الشيعة والسنة في عام 2004 حين كان الاكراد مدعومون من الولايات المتحدة، ولديهم اليد العليا، فيما العرب كانوا في حالة من الفوضى تماماً.
وهكذا، فإن الاكراد ضمن مكاسبهم في دستور العراق الذي سمح لهم بالسيطرة على كل شيء حتى بإعتماد لغتهم كلغة ثانية رسيمة في البلاد. وكل هذه الامتيازات والاكراد يريدون المزيد من العراق.
اراد الاكراد العراقيون ثروات كركوك النفطية، والسيطرة على عدة مناطق منها شمال العراق بحجة ان هذه الاراضي متنازع عليها.
نقل الأكراد شاحنات من كردستان الى كركوك، وسيطروا على مجلس المحافظة وفرضوا ارادتهم على العرب والتركمان. حتى في الوقت الذي تحول حكمهم الى غطرسة مطلقة بدأوا بمعاملة كركوك على انها جزء من كردستان.
وفي الوقت الذي تمكن فيه العرب ولاسيما الاغلبية الشيعية في العراق من جمع جماهيرهم معاً، بدأوا برفض الاموال التي وعد بها الاكراد كجزء من عائدات النفط في العراق.
وضغط الاكراد لدرجة انهم دفعوا الزعيم مسعود بارزاني بإتخاذ خطوات متطرفة مثل الاستفتاء على الانفصال. وقد رفض العالم بأسره وكذلك حكومة بغداد على الاستفتاء، لكن الاكراد كانوا اكثر جرأة للدعوة الى الاستفتاء في كركوك وهذا خطأ لا يُغتفر.
ودعت تركيا وهي الصديق المقرب لكرد العراق، البارزاني الى عدم اجراء الاستفتاء، وطلبت منه عدم تغيير الوضع في كركوك. لكنه تحول الى اذى اصم ليواجه هذا العناد مصيراً مأساوياً.
ويعد هذا الاستفتاء، خطوة غير قانونية، مما دفع البارزاني الى معارضة قرارات بغداد، فضلاً عن معارضته لدعوات ايران وتركيا، وهما القوتان الرئيسيتان في المنطقة.
العراق أغلق مجاله الجوي للمنطقة الكردية على الحركة الجوية، وبالتالي توقفت جميع الرحلات الجوية من والى اربيل والسليمانية. الآن العراق بدأ برفع العقوبات الجزئية عن بعض المناطق غير الخاضعة لسلطة مسعود.
وكان العراقيون قد امهلوا البارزاني 48 ساعة للانسحاب من كركوك وتسليم حقول النفط والقواعد العسكرية لقوات الحكومة المركزية. إلا أن البارزاني، اعرب عن امله في ان تصل الولايات المتحدة لانقاذه.
وجاءت الضربة مريرة لبارزاني صباح أمس الأثنين حين دخلت القوات العراقية مدينة كركوك وانتقلت الى المواقع الاستراتيجية للمحافظة. وكانت قوات البيشمركة بصورة مهينة. فانسحبوا وهم الان يفرون من المنطقة. كما أن ارهابيي حزب العمال الكردستاني الذين ارسلهم مسعود بارزاني الى كركوك اختفوا تماماً.
ما يمكن القول عنه، انه جريمة تامة بإخراج البارزاني، لقد ضيّع جمهوره ووضعهم بموقف حرج. بينما عارض بافل طالباني، ابن الزعيم مام جلال الطالباني نشاط البارزاني، وحذر الاكراد من التوجه الى الكارثة.
لا شك، أن البارزاني أهان كركوك وهو الان يعيش مع خطأه منفرداً، وهذا يعني بالمفهوم السياسي، بالانتحار والعزلة السياسية.
مقال رأي للكاتب التركي: İLNUR ÇEVIK المنشور بصحيفة الديلي صباح التركية
ترجمة : فريق الاولى نيوز