الانسحاب الأمريكي وسيطرة طالبان على أفغانستان “فرصة لإيران”
لمصدر تابعته (الاولى نيوز) إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على السلطة يمثلان فرصة كبيرة لإيران الطامحة إلى طرد الولايات المتحدة من المنطق
جاء ذلك في تحليل للصحفي الإسرائيلي “روعي كايس” نشرته قناة “كان” الرسمية على موقعها الإلكتروني.
واستهل كايس تحليله بالقول: “يظهر التاريخ أن ما يحدث في أفغانستان لا يبقى بالضبط داخل حدود أفغانستان. ظلت الدولة القبلية الفوضوية تقليديا تحت تأثير القوى الدولية والإقليمية. ومن بين تلك الدول التي تحركها بشكل جيد إيران جارة أفغانستان، وهذا يجب أن يكون محل اهتمامنا بالفعل”.
وأضاف: “من ناحية أخرى، سيكون هناك من سيقول إن استيلاء حركة طالبان، التنظيم السني المتطرف، على البلاد ، ليس بشرى سارة للدولة الشيعية، لأنه ليس فرعا من فيلق القدس”.
لكن كايس يرى أن “إيران أثبتت بالفعل أنها لا تعرف فقط كيفية إجراء الصفقات والتوافق مع التنظيمات الإرهابية السنية، بل إنها تمنح كبار مسؤوليها وقادتها الملاذ (القاعدة على سبيل المثال)”.
واعتبر أن السيطرة السريعة والسهلة لحركة طالبان على البلاد يشير إلى الفشل الأمريكي خلال السنوات العشرين الماضية في إنشاء حكومة مركزية قوية يمكنها الوقوف على قدميها بدون عكازات أمريكية.
وقال: “منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، على الأراضي العراقية في يناير/كانون الثاني 2020، حددت إيران ومعسكرها هدفا واضحا ومعلنا، وهو طرد القوات الأمريكية من المنطقة”.
وتابع: “فقط في الأسابيع الأخيرة، تم استقبال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في واشنطن والتقى بالرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة حالة القوات الأمريكية في العراق وبتغيير وضعهم الراهن لمسمى القوات التي تدرب الجيش العراقي. بعد كل شيء، فإن داعش عام 2021 ليس داعش 2014، ويمكن تقليل التواجد”.
ومضى بقوله: “لكن المسؤولين العراقيين الذين تحدثوا إلينا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة أعربوا بوضوح عن قلقهم من أن تقليص الوجود الأمريكي، أو الأسوأ من ذلك، إزالته، سيمهد مرة أخرى الطريق لصعود متطرفين مثل داعش وما شابه أو إيران وفروعها، في ظل حكم مركزي ضعيف لا يمكنه حقيقة فرض السيادة أو حل الأزمات المعيشية للسكان”.
وقال الإسرائيلي كايس، إن ناشط سياسي عراقي قال له: “إذا تخلت الولايات المتحدة عن العراق، فستكون هناك فوضى هنا. سنصبح أفغانستان 2”.
وتابع الكاتب: “لكن كما رأينا، يمكن أن يحدث ذلك بالتأكيد. عندما سحبت إدارة أوباما قواتها من العراق، استغلت إيران الوضع وأساءت حكومة حليفها المقرب نوري المالكي، إلى السكان السنة- الأمر الذي أثار رد الفعل العنيف من العشائر السنية وقاد إلى صعود داعش”.
وختم كايس تحليله بالقول: “قد يكون الوضع مختلفا في عام 2021، لكن كما رأينا في منطقتنا، يعيد التاريخ نفسه أحيانا، وبطريقة كبيرة”.