الانتخابات وطموح الشعب
سها الشيخلي
قادت التظاهرات التي اندلعت في مطلع تشرين من عام 2019 الى انتخابات مبكرة بعد أن سئم العراقيون من الوعود في التغيير وبعد الخيبة، التي سيطرت عليهم في الوصول الى حل اثر تفاقم الوضع بكل جوانبه وصارت الازمات تتناسل، وقادت تلك التظاهرات الى استقالة حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ومجيء حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، فلا امل للشعب سوى ما ستؤول اليه الانتخابات وما ستتوصل اليه الجماهير المنتظرة للاصلاح بفارغ الصبر، بعد أن ملّت الوعود في تحسين الخدمات وفي الارتقاء بالاقتصاد المتدهور وفي انتشال الكثيرين من الفقر والبطالة. وترجمت الاحتجاجات التشرينية عن حجم الاحباط الكبير بين ابناء الشعب ومن سعة هذا الاحباط على جماهير الشعب، الذي فجر هذه الانتفاضة ان يكون امينا على مبادئها ويسارع الى صندوق الاقتراع، ليفوت الفرصة على الفاسدين وسراق المال العام من شراء بطاقات الناخبين بعد ان استعانوا بتجار السياسة وسماسرة التزوير والى شعبنا، الذي عانى وما زال يعاني ان يقطع الطريق على هذه الزمرة الضالة، خاصة ان هناك شائعات كثيرة يبثها الفاسدون من انهم راجعون لا محالة. وتاتي اهمية المشاركة في هذه الاتتخابات بعد سنوات عجاف تحملها المواطن على امل التمتع بالنظام الديمقراطي، الذي تحدثوا عنه كثيرا ولكن لم يلمس المواطن شيئا من الديمقراطية، التي تعني تحقيق المساوات السياسية بين افراد الشعب في ادارة البلاد، فلا يتم امر في الدولة الا من خلال الشعب او برضاه على الاقل فهل تحققت المساواة الاجتماعية والاقتصادية؟ وهل هناك مساواة في الحقوق السياسية ؟وهل ترفه الشعب كما يجري في ديمقراطيات العالم. ويتنافس في هذه الانتخابات 21 تحالفا سياسيا ويبلغ عدد الاحزاب المشاركة فيها 167 منها 58 ضمن التحالفات ويتنافس 3249 مرشحا منهم 951 امراة، ويطالب المواطن الذي عقد العزم على حماية حقوق الانسان المنتهكة وتحقيق العدالة في البلاد بعيدا عن التخندقات الحزبية او الانحياز الى الطائفية والمحاصصة المقيته بالعدالة والمساواة ، وما مشاركة الناخبين في هذه الانتخابات التي يجدونها مصيرية الا من اجل التغيير نحو حياة افضل، ويتسارعون نحو صناديق الاقتراع لسد الطريق امام الفساد وسوء الادارة، لكي ينعم شعبنا بخيراته، بعيدا عن المرتزقة والمزورين وشذاذ الافاق، جاعلين من صندوق الاقتراع سبيلهم لتحقيق طموحات شعبهم نحو خياة خالية من الازمات املين ان تنهي هذه الانتخابات الحكومات التوافقية، وستنتهي هذه السلسلة الطويلة من الفشل ولن يقبل الشعب ان تكون نتيجة الانتخابات عودة بعض الوجود الفاسدة في اية طريقة كانت.