مقالات

الانتخابات وسكين المطبخ

نوزاد حسن

هل يتخيل احد مطبخا لا توجد فيه سكين؟ الاجابة معروفة، وعلى القياس نفسه يمكن القول انني لا استطيع ان اتخيل حكومة الكاظمي من دون انتخابات العاشر من تشرين الاول المقبل. لننتبه الى التوقيت فهناك اشارة الى تظاهرات تشرين، وهذا ضروري من وجهة نظر نفسية، لكن الانتخابات تظل حلم حكومة الكاظمي الى ان ننتهي منها. لنقل السكين اداة، وكلما بقيت مجرد اداة في مطبخ فهذا هو المطلوب، والانتخابات ايضا اداة كباقي الادوات التي نستخدمها.الاداة ايا كان نوعها تقدم لنا تسهيلات لتنظيم حياتنا. ولكن اذا تغير الحال وصارت الانتخابات غاية وليست وسيلة اعني أداة فهنا سنقع في خطأ كبير. لنعد الى الوراء قليلا الى انتخابات عام 2018. ما الذي حدث آنذاك؟ نعرف جميعا نسبة المشاركة المتدنية، ناهيك عن عملية تزوير حدثت. في ذلك العام تحدى النظام السياسي روح الديمقراطية فحولها الى غاية وصل بها من وصل الى البرلمان، والى المناصب الحكومية الاخرى. وفي داخل البرلمان لم تتفق الكتل على الكتلة الاكبر. لماذا لأن القضية لم تعد تتعلق بالحل الديمقراطي والسعي اليه، وانما صار الامر متعلقا بالغاية التي ترتبط بالمصالح السياسية والشخصية. ولا ننسى ما حدث في تشرين من عام 2019 عندما انطلقت شرارة ثورة الشباب لتصرخ كفى فسادا ومحاصصة. لقد كرر الكاظمي اكثر من مرة ان مهمة حكومته هي اقامة انتخابات نزيهة تخضع لمراقبة الامم المتحدة. ومع ان المتشائمين لديهم قناعاتهم الخاصة، الا انني اجد ان مهمة هذه الحكومة ليست سهلة.لنحاول ان نفهم هدف الكاظمي من خلال وجهة نظره، وانا لا اتبنى شيئا هنا، انا اتحدث عما يجري. رئيس الوزراء يتحدث عن وسيلة ضرورية للتغيير وهي صندوق الانتخاب المسيطر عليه. وهو يرى ان المشاركة الكبيرة ستغير من خريطة الواقع السياسي، الكاظمي يتحدث عن وسيلة قد تبعد الفاسدين عن المشهد السياسي.أما الاخرون فلا يتحدثون عن وسيلة بل يتحدثون عن غاية. ويبدو ان هناك من يسعى لتظل الانتخابات مجرد غاية يصل بها من يصل الى السلطة، والسلطة تعني الامتيازات والجاه. ومتى ما اصبحت سكين المطبخ غاية، فهذا يعني انها ستستخدم كأدة جارحة تماما كما كانت انتخابات عام 2018 أداة جارحة، وذكرى غير جيدة في تاريخنا السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى