الانتخابات المقبلة والفوضى النائمة
أ.د. عامر حسن فياض
وجدت الانتخابات لتحقيق التوازن في التمثيل والمساواة في الترشيح والحرية في التصويت، وتلك هي المدخلات لجسد سياسي متعاف كدولة (ليست العراق) او لجسد سياسي يريد أن يصبح دولة مثل العراق !!
نعم ان العراق حتى الآن عبارة عن كيان او مجموعة كيانات سياسية، يحتاج كثيراً ويسعى قليلا للانتقال الى دولة وان الانتقال الى عراق الدولة المنشودة هو البوصلة التي ينبغي أن تتوجه اليها وبها ومن اجلها كل الفعاليات والافعال وكل الاقوال والاجتهادات وكل الاجراءات والبرامج السياسية بما في ذلك التشريعات وعلى رأسها قوانين تنظيم الانتخابات التي يفترض أان تسن على الاقل، من اجل خدمة توازن المكونات على مستوى العراق وان لم يكن ذلك، فعلى مستوى التوازن بين المدن (المحافظات) كما هو حال توزيع الدوائر الانتخابية المتعددة للعراق وفق القانون السابق، اذ ان العراق كان موزعاً بين 18 دائرة انتخابية بواقع دائرة انتخابية لكل محافظة من محافظاته، بيد ان الذي حصل ودون تعداد سكاني وتحت يافطة (معيار الكوتا النسائية) غريب عن المنطق ومزيف للوعي، اذ تم توزيع الدوائر الانتخابية بطريقة هشمت كل محافظة تهشيماً عشوائياً الى مجموعة دوائر انتخابية، لننتظر وسنرى ان هذا المعيار غير منطقي في جوهره لعدم صلته بالمعايير الدولية المعتمدة بتوزيع الدوائر الانتخابية، وان الانتخابات المقبلة ومخرجاتها ستكون الابعد عن تحقيق التوازن والاقرب الى تحقيق الفوضى بأنواعها الصاحية ( فوضى الجهوية المكوناتية القومية التعصبية والدينية الطائفية) والغافية (فوضى الجهوية المناطقية) والنائمة (فوضى الجهوية القزمية على مستوى الاقضية والنواحي والازقة ) والاسباب الداعية لتوقع الفوضى كثيرة وابرزها :-
– ان الانتخابات القادمة ليست انتخابات محلية لتمثيل المحافظات والاقضية والنواحي، بل انتخابات عامة وطنية لتخريج ممثل اتحادي منتخب لمجلس نيابي عراقي. – ان النواب في وظيفتهم التشريعية والرقابية هم نواب العراق الاتحادي وليسوا نواب مجالس نواحي او اقضية او محافظات .
– ان التمثيل المحلي على مستوى النواحي والاقضية والمحافظات غير ملغي، لكي نخاف فقدانه و نعيد احياءه على مستوى اتحادي ويكون بديلا للتمثيل النيابي والاتحادي المنتخب. فمن يدعي انه حريص على تبليط شوارع ناحيته او قريته او زقاقه، فتلك وظيفة مجالس اخرى غير وظيفة مجلس النواب الاتحادي .•
نعم التصويت فردي في كل انواع النظم الانتخابية لكن الترشيح موزع ما بين فردي اوضمن قائمة، ونعم ان الدوائر الانتخابية متعددة في النظام الفردي وقد تكون متعددة ايضا او دائرة واحدة على مستوى الوطن في نظام القائمة ولكن هذا لا يعني ان النظام الفردي يشترط فقط أن تكون الدوائر الانتخابية المتعددة دوائر صغيرة، بل المهم أن تكون متعددة.ـ