الانتخابات المقبلة:حلول اليوم ونظريات الغد البعيد !!
مازن صاحب
تنتظر مرحلة ما قبل وبعد الانتخابات المقبلة تصفية حسابات كبرى ما بين حلول عاجلة ونظربات الغد البعيد للإصلاح الشامل …حيث تعد إشاعة الامل احد وسائل ادارة الراي العام ..ومن بين هذه الوسائل اطلاق نظريات متعددة الأطراف منها ما بتعلق بوقائع دينيةاو عقائدية او اقتصادية تجعل الانسان يترقب حلولا لواقعه المؤلم بانتظار تلك النظريات ان تؤتي اوكلها في تلك النظريات وهكذا يمضي جيل بعد اخر من دون بروز وقائع تحديث متجددة في واقعه .هكذا مضى الغرب بالتصالح مع ماضي حربين عالميتين لكي ينهض الانسان من جديد ..وهذا ما حصل في اليابان وكوريا وستغافورة وحصل ايضا في رواندا بعد حرب اهلية .. لكنه لم يحدث في العالم العراق منذ سقوط بغداد على يد المغول حتى اليوم ..لان ميراث ١٤٠٠ عاما من الاختلاف على سلطان الحكم لم يجعل اي مفكر اسلامي يفكر في التعامل مع حلول اليوم..واكتفى الجميع بطرح أفكارهم عن نظريات الاصلاح للغد البعيد. اليوم ونحن نحو الخطى نحو انتخابات تاسيسية جديدة للإصلاح في العملية السياسية برمتها هل نحتاج الى منطلقات نظرية تدعو الى الاصلاح النظري من دون طرح الحلول العاجلة ما قبل وما بعد الانتخابات المقبلة.. واكرر الدعوة إلى إعادة قراءة احاطة ممثلة الأمم المتحدة في العراق الاخيرة ودعوتها الى مدونة سلوك انتخابية جديدة تتعامل مع القوانين والتعليمات لحوكمة العملية الانتخابية .. وفي حالة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي للإشراف على هذه الانتخابات .. هل ستكفي النظريات الإصلاحية لادارة الرأي العام الجمعي العراقي ..ام ان مثل هذه المدونة الانتخابية ستفضح الاخطاء في أمن وأمان المرشح والناخب مقابل ما يوصف بالسلاح المنفلت والمال السياسي لاسيما وان ذلك مذكور في قانون الاحزاب لكن مفوضية الانتخابات غير قادرة على تطبيق ذلك في دائرة تسجيل الاحزاب والكيانات السياسية.. هكذا ستكون هناك حلول عراقية مطلوبة بقوة للتعامل مع حوكمة الانتخابات المقبلة ..وستكون امام دعاة الاصلاح فرصة مهمة للتعبير عن حلول عراقية بدلا من انتظار الحلول الفضلى الدولية ..مقابل نموذج اخر ينتظر من مجلس الأمن إيجاد تلك الحلول الغائبة عن تطبيقات السياسات الانتخابية للاحزاب المتصدية لسلطان الحكم ..ما دامت تحتمي بعناوين نظريات الاصلاح للغد البعيد بتلك العناوين التي اشرت لها مما يؤكد حالات من الازدواجية الفكرية المنفصلة عن الواقع السياسي المجتمعي الباحث عن حلول اليوم .لذلك ثمة وقائع مطلوب التعامل مع ملفاتها الحساسة مثل طلب اربيل من بغداد محاسبة من اتهمت بقصف مطار اربيل على سبيل المثال لا الحصر ..ناهيك عن الكشف عن عصابة الموت في البصرة وربما غدا نسمع الكشف عن قتلة متظاهري ساحات التحرير !! ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!