الاعلام .. الترهل وانتاجية المنافسة
د.فاتح عبدالسلام
نبقى هنا في اطار تطوير ادارات الدولة، وفي مسألة دمج المؤسسات والاستغناء عن بعضها أو الغاء بعض الحقائب الوزارية وتوزيع اختصاصاتها.
الاختزال والغاء العناوين ليس دائماً له نصيب من النجاح حين تكون البدائل شبيهة ولا تختلف سوى بالعناوين.
حين قام الامريكان باحتلال العراق وتسليم الحكم للاحزاب الحالية، كانت في عيونهم جميعا عقدة اسمها وزارة الاعلام، بسبب طبيعة الحكم السابق وآلة الحرب التعبوية ، فكان القرار السريع في الغائها بوصفها اداة الدعاية للحزب الحاكم والنظام السابق، وقامت تشكيلات اعلامية بديلة تقمصت اختصاصات وزارة الاعلام السابقة ومضت الى أبعد منها في تكريس خطابات حزبية وفئوية سنوات طويلة قبل أن تعود الى خط شروع وطني، لكن بعد ضياع فرص كثيرة واهتزاز الثقة بالاعلام الحكومي، بغض النظر عن الجهة التي تمثله، بالرغم من انها الاعلام نفسه ضحية من ضحايا الاحزاب التي حكمت العراق، كما كان الاعلام في الماضي .
المسألة هنا لا تخص مؤسسة أو أشخاصاً أو ادارات، وإنّما هي قضية التفكير بالبديل المؤسساتي الذي لا يثقل الدولة بترهل عددي وضعف انتاجي وتكرار لقوالب الماضي بثياب لم تعد تصلح أن نسميها جديدة.
هذا الأمر يتطلب وقفة جادة في الفرز قبل اتخاذ قرارات الدمج لتقليص الهياكل الادارية لأنّ البدائل قد تكون حواضن لنفس الامراض الادارية وتقودنا الى نقطة الصفر .
الاعلام الرسمي لأية دولة ضرورة، لاسيما في فترات الازمات الكبرى، لكن المؤسسات الاعلامية المرتبطة بتحويل حكومي يجب أن تعامل من جهة الدعم والتبني بقدر منافستها للقطاع الخاص في الابداع ونوعية الانتاج وحمل رسالة العمل الاعلامي الى أبعد من ساعة انتهاء الدوام الرسمي .