الاتحاد الأوروبي يكشف عن محاور استراتيجيته إزاء روسيا: التصدي، الردع، التعامل
وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل، قدم بوريل الإعلان المشترك تبنته دائرة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية حول العلاقات مع روسيا، والذي أشار إلى أن التكتل سيتمسك في هذه العلاقات بالمبادئ الثلاثة في التصدي لروسيا وردعها والتعامل معها.
وأشار بوريل إلى أنه “في الظروف الراهنة لا تلوح إمكانية شراكة مجددة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا تسمح بضمان تعميق تعاونهما في الأفق القريب. فالآن يجب أن نرى مهمتنا في البحث عن السبل التي ستسمح بتغيير الدينامية الراهنة وتحويل علاقاتنا إلى وضع أكثر استقرارا وقابلية للتنبؤ”.
وتابع: “الاتحاد الأوروبي سوف يتصدى لروسيا ويردعها ويتعامل معها في آن واحد، وذلك على أساس الفهم المشترك (للدول الأعضاء) لأهداف روسيا ومبادئ البراغماتية”.
“التصدي”
وأوضح بوريل أن “التصدي” لروسيا سيشمل أراضيها وأراضي الجمهوريات السوفيتية السابقة، حيث يصمم الاتحاد الأوروبي على محاربة ما يصفه بـ “انتهاكات حقوق الإنسان” من قبل الدولة الروسية، و”المساس بسيادة أوكرانيا”، إلى جانب خطط بروكسل للرد على “الأنشطة الخبيثة للحكومة الروسية، بما في ذلك الهجمات الهجينة”، ونيتها (بروكسل) “تقييد الموارد التي يمكن لروسيا أن تعتمد عليها من أجل خوض سياستها الهدامة”.
“الردع”
كما ينوي الاتحاد الأوروبي ردع “النفوذ الروسي داخل أراضيه وفي المساحات الدولية وفي أذهان المواطنين الأوروبيين”. وقال بوريل بهذا الصدد إن “على الاتحاد الأوروبي أن يردع محاولات روسيا لتقويض المصالح الأوروبية، ويتطلب ذلك أن يصبح الاتحاد الأوروبي نفسه أقوى وأكثر استقرارا”. كما ذكر أن التكتل سيقوم بتطوير إمكانياته في المجالين السيبراني والدفاعي، وكذلك في “الاتصالات الاستراتيجية (أي الإعلامية)”، بالإضافة إلى عزم الاتحاد تعزيز تنسيق جهوده مع حلف الناتو ومجموعة “السبع الكبار”، و”دعم الشركاء الشرقيين”.
“التعامل”
وأكد الاتحاد الأوروبي استعداده لمواصلة “التعامل” مع روسيا في المجالات التي لا يمكن تحقيق التقدم فيها بدون روسيا، مثل محاربة الاحتباس الحراري، والعناية بالصحة العامة، إلى جانب استعداد التكتل لخوض “مزيد من المشاورات الفنية مع الحكومة الروسية حول دائرة واسعة من العوامل الاقتصادية المزعجة التي تخفض مزايا الاتحاد الأوروبي التنافسية”.
كما أكد بوريل استعداد بروكسل لمواصلة الحوار مع روسيا حول المنطقة القطبية الشمالية وتسوية الصراعات الإقليمية والدولية.
هذا واقترح الاتحاد مجددا “تفعيل الاتصالات بين الناس” عبر منح تسهيلات في إصدار تأشيرات الدخول لأصناف معينة من المواطنين.
يذكر أن الاستراتيجية المذكورة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا قد صادقت عليها المفوضية الأوروبية، ويتوقع أن تدخل سريان المفعول بعد تبنيها من قبل زعماء الدول الأعضاء في قمتهم المرتقبة يومي 24 و25 يونيو.