الإنهيار
هادي جلو مرعي
ما من أمة على وجه الأرض إلا ومارست القذارات، ومنها القتل والإغتصاب والنهب والتدمير والإستعباد وإذلال الخصوم. والأمم كالفرد يكون طيبا، وحين يتمكن يتحول الى وحش، أو كالذي يعارض الظالمين، وحين يستولي على الحكم يأخذ منهم كل شيء حتى ظلمهم، فيسير على نهجهم القذر.
الإمبراطورية الرومانية
الإمبراطورية البيزنطية
الإمبراطورية اليونانية
الإمبراطورية الفارسية
الإمبراطورية العربية الإسلامية
الإمبراطورية العثمانية
الإمبراطورية اليابانية
الإمبراطورية الإنجليزية
الإمبراطورية الالمانية
الامبراطورية الفرنسية
الإمبراطورية الأسبانية
الإمبراطورية الروسية
مجموعة إمبراطوريات أذكرها على سبيل المثال، وأفصلها عن الحضارات البشرية، فهي نتاج معارف وعلوم وإبداع في الهندسة والعمران والطب والصناعة والزراعة وأشكال من الفنون والآداب، كما أفصلها عن الأقوام والجماعات البشرية كالتتار والمغول، وحركات عسكرية كتلك التي قادها طامحون مثل الإكساندر المقدوني.
إحتل العرب في ظل الإسلام دولا، ودمروا حضارات، ونهبوا بلدانا، وقبلهم فعل الرومان والفرس واليونانيون شرورا كبيرا، وتجاوز العثمانيون حدودا كثيرة، ومثلهم فعلت الإمبراطورية الإنجليزية المتوحشة التي كانت تتوسع وتنهب، ثم كانت نهاية كل واحدة منها إما شعوبا ممزقة، أو دولا تابعة كما هو حال الإنجليز والفرنسيين والألمان الذين يسيرون في موكب الإمبراطورية الأمريكية المتغطرسة التي أبادت شعوبا، ومزقت دولا، ونهبت ثروات، وقتلت عشرات ملايين البشر منذ الحرب العالمية الثانية، والى يومنا هذا.
لايمكن لأمة أن تدوم وتخلد، بل لابد أن تفقد عوامل بقائها، مثلما توفرت على عوامل نهضتها، ومن ثم تنهار، وتتحول الى رجل مريض، تتقاسم تركته مجموعات، وكيانات صاعدة، وهاهي الولايات المتحدة اليوم تتحول الى إمبراطورية قوية ونافذة ومهيمنة، ولكنها تتحول رويدا الى هدف لكل قوة منافسة تتربص بها، ولكل قوة صاعدة تنتظر الوقت والفرصة للإنقضاض، وتقاسم التركة.
كل تلك الأمم بادت وإنتهت، وتحولت الى حكايات، ولايمكن لسنن التاريخ أن تستثني أمة منها، وماعلينا إلا أن ننتظر نهاية الإمبراطورية الإمريكية، وقد يكون الموعد قريبا.