الإنتخابات بين الطموح والواقع
الإنتخابات بين الطموح والواقع _ كريم كامل الدليمي
تُشكل الانتخابات العراقية التي من المفترض ان تجري في موعدها في العاشر من شهر تشرين الاول من العام الحالي ، نقطة تحَوَّل في منهجية العمل السياسي فيما لو توفرت الظروف المناسبة لأجرائها ، اي لو تمكنت الحكومة من فرض القوانين الصارمة لمحاسبة من تُسول لهم انفسهم من سرقة ارادة الناخب ومحاولة تزوير الانتخابات ، وايضاً منح مفوضية الانتخابات الصلاحيات الكاملة والحرية الكافية من اداء واجباتها بعيداً عن سلطة الاحزاب..تلك الاجراءات التي تثير مخاوف بعض القابضين على السلطة بقوة السلاح والمال وسياسة “التفاهم مع الشركاء” المبنيَّة على قضم حق المواطن لحساب السياسي ، لذا ظهرت سحب التشويه والتشويش وصاحبها اضطراب في التصريحات ، وخلل في منظومة التفاهمات السياسية ، وخوف من مجهول قادم ، الكل يشير لهُ بالتصريحات لكن لا يتجرأ بالدخول بتفاصيله ، وفي خظم الاضطراب السياسي وعدم السيطرة على “اسهال التصريحات والتغريدات ” تولدت قناعة جديدة لدى المواطن ، ان بعض السياسين وان وصلوا السلطة باصوات المواطنين لكنهم لا يمثلون إلا طموحاتهم الشخصية واطماعهم ، ولا يمكن لاحتياجات المواطن ان تكون ضمن اولوياتهم ، لذا اصبحَّ المواطن في حيرة من امرهاما مشاركة فاعلة بنية التغيراو عزوف كامل بنية عدم اضفاء الشرعية للعملية الانتخابية ..وفي الحالتين يُضيف هذا الموقف قلقاً جديداً مضافاً للمنحدر الجوي السياسي الخطر الذي اصابَ العملية السياسية ..ومابين طموح السياسي في التشبث بالسلطة ، وطموح المواطن في ازاحة السياسي القابع على الصدور دون إنجاز ،يبقى الواقع العراقي يشهد تردياً يصلح لان يكون مُجلداً يتحدث عن قصص الدمار والانهيار والنكبات التي اصابت المحافظات العراقية وحولتها الى اطلال ، وبقايا بنايات ، وكانها اليوم خرجت من الحرب ، ناهيك عن بؤس الخدمات ، وانعدام فرص العيش الكريم ..فعلاً نحنُ بحاجة الى ثورة انتخابية قادرة على كبح جموح الطامحين للوصول الى السلطة بلا عطاء ، والطامعين بنهب خيرات العراق ..ثورة بنفسجية يشارك بها الجميع من اجل رسم معالم وطن جميل الجميع يشارك في بنائه ..ثورة انتخابية خسائرنا بها سقف زمني بسيط يمثل الوقت المستقطع من حياتنا في الخروج من المنازل الى صناديق الانتخاب ، ونكسب بها وطن حر ، وشعب كريم ، وحياة منعمة ، وخيرات لاتُسرق ..وجيل قادر على النهوض والمشاركة الفاعلة في اللحاق بركب الدول المتطورة ..ثورة الانتخابات ثورة وطن .