الإمبريالية الأمريكية تستغل مأساة الأيزيديين في سنجار لتدخل عسكري في العراق
الاولى نيوز/ بغداد
إستذكرت صحيفة مورنينغ ستار البريطانية جريمة إبادة الآلاف من الأيزيديين العراقيين في جبل سنجار على يد عناصر داعش والتي تدخل عامها الثالث، بعد أن تم الاعتراف بها رسمياً من قبل الأمم المتحدة في العام الماضي على إنها جريمة إبادة جماعية، نالت صداها في العديد من المدن حول العالم، بما في ذلك العاصمة البريطانية لندن.
وقالت الصحيفة في تقرير لها أطلعت عليه “الاولى نيوز” اليوم السبت، إن أتباع الطائفة الأيزيدية القاطنين في مناطق شمالي العراق تمكنوا من الحفاظ على تقاليدهم ومعتقداتهم رغم تعرضهم الى 74 حملة إبادة جماعية في القرون الماضية، بدءاً من الإمبراطورية العثمانية وإنتهاءً بداعش الارهابي، مضيفة أن أحد مسببات المذبحة الأخيرة بحق هذه أتباع الطائفة هو تخلي رئيس حكومة كردستان مسعود بارزاني عن واجب حمايتهم، بسبب كون قوات البيشمركة التابعة له هي القوة الأمنية المسيطرة في مناطق الأيزيديين أثناء الهجوم الداعشي، دون ذكر تجاهله المتعمد لنداءات أكراد سوريا في مدينة “كوباني” التي تعرضت هي الأخرى الى هجوم داعش في شهر حزيران 2014، خوفاً من تضرر علاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا، كونها اللاعب الرئيسي في اقتصاد إقليم كردستان العراق.
وأضافت الصحيفة البريطانية إن الفترة التي شهدت هجوم تنظيم داعش الارهابي على القرى الأيزيدية، كان أبناء تلك القرى يوجهون النداء تلو النداء الى بارزاني طلباً للمساعدة التي كانوا قد وعدوا بها إبان سيطرة قوات البيشمركة على مناطقهم، إلا أنهم شهدوا لحظة وقوع الهجوم الداعشي على سنجار في 3 آب، الإنسحاب الكامل لقوات البيشمركة بدون أي قتال بحجة إنها لم تتلق أي تعليمات للإشتباك مع داعش، مما أجبرهم في نهاية المطاف الى النزوح بالآلاف الى الجبال حيث تركوا ليواجهوا مصيرهم هناك دون غذاء أو ماء، مشيرةً في سياق التقرير الى أن بارزاني حينها كان قد وضع نصب عينيه ما وصفتها الصحيفة بـ “الجائزة الذهبية” المتمثلة بمحافظة كركوك الغنية بالنفط والتي يعتقد أنها ستضع الأسس لدولة كردية مستقلة في شمال العراق ، وهو ما كان يشغل بال بارزاني أكثر من أي شيء آخر.
وأشار التقرير الى أن ما وصفها بـ “الإمبريالية الأمريكية” إستغلت المأساة التي أصابت الأيزيديين في جبل سنجار كفرصة من أجل شن حملة تدخل عسكري أخرى في العراق، الا أن المفارقة الحاصلة هي أن تحریر هؤلاء المحاصرين لم یأت من جهود الولایات المتحدة ، بل من مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حمایة الشعب الذین إخترقوا خطوط داعش الدفاعية، مما خلق ممراً سمح لآلاف الأیزيديین بالفرار.
وإتهمت الصحيفة في سياق تقريرها بارزاني بـ “خيانة” سنجار، مستشهدةً بتساؤل العديد من المحللين ووكالات الأنباء عن كيفية ترك تنظيم داعش الارهابي لمحافظة كركوك المليئة بحقول بالنفط وغير المستقرة أمنياً الى حد كبير حينها والتوجه بدلا من ذلك إلى مدينة الموصل ، بالإضافة الى ما ذكرته صحيفة “دير شبيغل” الألمانية عبر مقالة نشرتها مؤخراً ، في أن إرهابيي داعش لم يجدوا أي مشكلة في عقد صفقات “براغماتية” مع حكومة برزاني تتضمن إحتلال داعش للموصل مقابل ترك كركوك للأكراد.
ونوّهت صحيفة مورنينغ ستار الى أن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت تقريراً أكدت فيه مقتل ما لا يقل عن 5 آلاف رجل أيزيدي بوحشية بالغة على يد عصابات داعش، ناهيك عن إختطاف آلاف النساء والفتيات الأيزيديات وبيعهن كجواري أو تقديمهن كهدايا لقادة وعناصر ومناصري داعش في مدينة الرقة السورية وعدة دول أخرى من ضمنها السعودية ، مشيرةً الى أن ما يبدو عليه واقع الحال هو أن دماء الأيزيديين كانت الثمن الذي إستعد بارزاني لدفعه فى خضم سعيه الحثيث لإقامة دولة كردية مستقلة تحت زعامته، دون الأخذ بنظر الإعتبار الفظائع التي تم إرتكابها بحق هذه الأقلية الدينية المستضعفة والتي مازالت تتعرض لها حتى هذه اللحظة.