الإعلان عن إمساك قتلة الناشطين بالبصرة رسالة لخداع أميركا
خضير طاهر
هل هي صدفة بعد خروج الرئيس الأميركي بايدن بنفسه مرحبا بإطلاق سراح الناشطة السعودية (( لجين )) كتعبير عن إهتمام الإدارة الديمقراطية بحقوق الإنسان ، يأتي بعد أيام قليلة إعلان مصطفى الكاظمي عن إلقاء القبض على قتلة الناشطين بالبصرة ، أم هي رسالة تودد وخداع من قبل التنظيمات الشيعية الماسكة بالسلطة الى إدارة بايدن ؟كلنا يعلم ان الكاظمي وأجهزته الأمنية لا يستطيعون إعتقال مليشياوي واحد مالم تحصل موافقة قادة الميليشيات التي تتحرك حسب الأوامر الإيرانية ، فمن أين جاءت الشجاعة للكاظمي وجعلته يصدر أوامر الإعتقال ، ونحن قبل عدة أيام شاهدنا كيف ان أجهزة الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية تقف ذليلة مهانة تتفرج على إستعراض ميليشيا سرايا السلاح ببغداد ، وقبلها سحقت الميليشيات على صور الكاظمي وهددته بقطع أذنه!
السيناريو يبدو كالتالي : بعد ظهور بايدن في إعلان خبر الإفراج عن الناشطة السعودية ، خشية المحور الشيعي في العراق من جدية الإدارة الديمقراطية في محاسبة الحكومة العراقية والميليشيات المسؤولة عن قتلة المتظاهرين ، بل أكثر من هذا المحور الشيعي يعلم ان لدى أميركا معلومات تفصيلية عن جرائم قتل المتظاهرين وستخرج لاحقا الى العلن وتسبب لهذا المحور المزيد من العزلة الدولية والعقوبات .. لذا تمت مسرحية إلقاء القبض على قتلة الناشطين في البصرة بموافقة إيرانية – ميليشياوية ، وتم إختيار جريمة قليلة العدد من الضحايا في البصرة وليس بغداد أو النجف أو الناصرية رغم ان جميع المجرمين معروفين في هذه المدن ، وكذلك تم تصوير الجرائم على أنها من فعل عصابات عادية وليست جرائم إرهابية كبرى .وسوف تظهر وقائع المحاكمة الصورية بالإتفاق مع المعتقلين على ان تلك الجرائم كانت إجتهاد فردي من قبل بعض عناصر الميليشيات ليس أكثر ، وستصدر الأحكام عليهم ، واما ان يتم التضحية بالمجرمين وإعدامهم ، أو تجري عملية تهريب لهم الى إيران مثلما جرى تهريب عناصر القاعدة وداعش .لكن السؤال : هل ستنطلي هذه الخدعة على الإدارة الأميركية ؟.. الأمر المخيف ان تكون الإدارة الأميركية الحالية ستهمل العراق وتتركه يتآكل ويتساقط بعد ان أدركت ان هذا البلد ميؤوس منه ولا يوجد أمل في إصلاحه !