الإستعمار المستقاد!!
د . صادق السامرائي
الحرب القائمة كشفت أن العالم غاب أسود في آجامها , وما حولها موجودات جاهزة للإفتراس.
وكأنه مثلما كان منذ بدايات إنشاء الدول والمجتمعات , فهناك قوة مهيمنة وأخريات تدور في فلكها , وبعضها من فرائسها.
وما يحصل في عالمنا المتأجج , أن الحالة يُراد تغييرها , بعد أن برزت قِوى ذات شأن وتأثير في الوجود الأرضي , وعليها أن تستنبط صيغة جديدة للحفاظ على الحياة , لأن التماحق والإنتهاء هو المصير المحتوم.
فآليات النظام العالمي القديمة في صراع وجودي قاسي , وترمي بكامل قدراتها في الميادين , التي ربما ستتطور وتشمل دولا أخرى.
وعندما نقترب من دول أمة العرب , نجدها محاطة بثلاثة دول إقليمية ذات قيمة عالمية , وأمام خيارين لا ثالث لهما , فأما أن تتحول إلى فرائس لها , أو تتحالف فيما بينها لتنجوَ من الإفتراس.
وربما خطوات إفتراس دول الأمة تجري على قدم وساق , أما تحالفها فلا ذكر له , ولا تفكير به , مما يعني أنها ستمضي في مسيرة التشظي والإبتلاع من القِوى الإقليمية , بعد أن إنشغلت القِوى العالمية الكبرى ببعضها البعض , وهذا الإنشغال سيتواصل كما حصل في القرون التي سبقت منتصف القرن العشرين.
فهل ستنتبه دولنا وتتأهب للحفاظ على كيانها المتماسك , المعتصم بأبهر ديمومتها وعزتها وكرامتها؟وإن التحالف إنتصار , والتخالف خوار , وعلى دول الأمة أن تختار!!.