الأيثار.. أين صار؟
الأيثار.. أين صار؟ – قاسم حسين صالح
مهداة الى الجيل الجديدحين وصل الأمام العباس الى النهر ليأتي بالماء الى سكينة التي شكت له عطشها وعطش الاطفال، ملأ القربة..وغرف بيده ليشرب..فأبى مؤنّبا” نفسه ان يشرب الماء قبل ان يروي بنات وابناء رحمه.
ذلك هو الموقف الشهم والنبيل والقيمة العليا في الايثار التي تديم صلة الرحم.. فأين هي الآن من جيل الشباب، لا سيما بين الذين يقصدون كربلاء مشيا” على الاقدام لزيارة الحسين واخيه العباس عليهما السلام؟للأسف..ان الكثير من القيم والاخلاق التي كانت في جيل الكبار وادامت الصلة بين الارحام..قد ذهبت مع الريح لدى كثر من ابناء الجيل الجديد.. وصار التنافس، لا الايثار، هو الشائع بين ابناء العم وحتى بين الأخوة الاشقاء..وشاعت بعض مظاهر عدم احترام الاولاد والبنات لأبائهم وامهاتهم..ومع ان الله سبحانه قضى بأن لا يعبد الا اياه وبالوالدين احسانا، وان لا تقل لهما أفّ ان كبرا..فأن الكثير من ابناء وبنات الجيل الجديد تعدوا (الأفّ) بقول وتصرفات تنذر بأن صلة الرحم صارت في خطر، فقد شكت لي احدى الامهات ابنتها التي ردت عليها (اوف يمته الله يخلصني منج) لانها طلبت منها ان تغلق هاتفها الذي يرن كثيرا” وتقرأ دروسها !.ويبدو ان هوس الجيل الجديد بالحرية والتحرر انساهم حقيقة نفسية ازليه في الطبيعة البشرية..هي ان الانسان به حاجة ثابته في الانتماء الى اسّرة، وان صلة الرحم تؤمن حياة تسودها الموّدة والراحة النفسية، فيما يعيش بدونها مغتربا” في عالم صار يستهدف من يراه وحيدا”.